عجبت للأرض أن غيبتك وقد … ملأتها حكمًا في البيض والسود
وخلف ابنين. محمد، وعبد الله، من ولده، وكان له حظ من العلم، إلا أن الزهد غلب عليه والعبادة. فانقطع إليها ولم يرغب في الدنيا، وعاد الى بلده البيرة، فلزمها الى أن توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين. وقيل في نيف عليها. حدث عنه محمد بن فطيس الألبيري وكان يثني عليه ويحيى بن مطر وغيرهما. وقد روى أنها عن محمد. ووصف بالفضل والعلم.
[هارون بن سالم قرطبي]
يكنى أبا عمر. عده ابن أبي دليم في هذه الطبقة. قال ابن عبد البر: سمع من عيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى، ورحل الى المشرق، فلقي أشهب وروى عنه، وعن أصبغ وعلي بن معبد، وسحنون، وروى عنه عامر بن معاوية القاضي. وأدخل العتبي من روايته المستخرجة، في كتاب الايمان بالطلاق. وكان منقطع القرين في الفضل والزهد، والعلم. وكان أحمد بن خالد يقول: إنه مجاب الدعوة. وإن دعوته استجيبت في أشياء. وكان بينه وبين ابن خالد قرابة، من قبل الأم، وكان يحفظ المسائل حفظًا حسنًا. إلا أن العبادة غلبت عليه. قال ابن أبي دليم: وكان إذا دخل رمضان قال لزوجه أطوي الفراش. فلا ينام على فراش، حتى ينسلخ رمضان. وتوفي حدثًا في الأربعين من سنه متقدمًا لقرنائه. سنة ثمان
وثلاثين ومائتين. وكانت كتبه موقوفة عند أحمد بن خالد، وسنّه أربعون سنة. وقال ابن