للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعير، لكل مسكين، على رواية ابن وهب. فذكر ذلك لأبي محمد بن أبي زيد، رحمه الله تعالى، فاستنكره. قال عبد الله: وسألت عيسى بن مسكين، سماع كتب ابن الماجشون، فحلف أن لا يسمعنيها. فقلت: وأنا لا أزال من همي حتى أسمعها. فلما رأى عزمي، أخرج طعامًا، فكفّر عن يمينه، وأسمعنيها. وكان عيسى يرويها عن ابن الموّاز عن عبد الملك. وتولى أحباس سوسة، فصرفها في مواضعها، ولم يتلبس منها بشيء. وانكسر عليه من جملة الكراء، مالٌ، فأدى ذلك من ماله، ولم يضطرّ المساكين الى الغرم، رأفة منه بهم. وكان صاحب تاريخ، وعلم بالخبر. توفي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن تسعين سنة. وهو حادّ الذهن. ورثاه بعضهم برثاء منه:

وكان يؤرخ علم القرون … فها هو اليوم قد أُرّخا

[أبو إسحاق ابراهيم بن أحمد السبائي]

قال أبو عبد الله الخراط: كان من أولياء الله المعدودين، الذين ينزل بدعائهم القطر، وتظهر بهم البراهين. قال أبو عبد الله الإجدابي: كان أبو إسحاق من العلم بالله وأمره في خطة، ما انتهى إليها أحد من أهل وقته، حتى لقد كان من بالقيروان من أهل العلم والدين، إنما ينظرون إليه، إذا نزلت الحوادث

والمعضلات. فإن أغلق بابه، فعلوا مثله. وإن فتح، فعلوا مثله. وإن تكلم، تكلموا بمثله. لتقدمه عندهم، ومكانه من العقل والعلم، والمعرفة بصحة الوقت، وكيف تلقى الحوادث. صحب أبا جعفر أحمد بن نصر، وأبا البشر مطر بن يسار، وأبا جعفر القصري، وغيرهم من أهل العلم. وأخذ عنهم علمًا كثيرًا. وصحب جماعة من

<<  <  ج: ص:  >  >>