للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أبا عبد الله قوم بمصر يحدثون عنك أنك تجيز وطء النساء في أدبارهن، فقال مالك: كذبوا عليّ عافاك الله. وقد ذكرنا في باب علي بن زياد التونسي في الطبقة قبل هذا. وذكرنا أخباره وفضائله.

[ومن أهل أفريقية]

[أسد بن الفرات بن سنان]

مولى بني سليم بن قيس. كنيته أبو عبد الله. قال أبو العرب في طبقاته: وأبو علي البصري في معربه، أنه من خراسان من نيسابور. قال بعضهم ولد بحرّان من ديار بكر. وقيل بل قدم أبوه وأمه حامل، وقد كان علم القرآن ببعض القرى، ثم اختلف إلى علي بن زياد بتونس، فلزمه وتعلم منه وتفقه بفقهه، ثم رحل إلى المشرق، فجمع من مالك ابن انس موطأه، وغيره. ثم ذهب إلى العراق فلقي أبا يوسف ومحمد بن الحسن وأسد بن عمرو، وكتب عن يحيى ابن أبي زائدة وهشيم، والحسيب وأبي شريك، وأبي بكر بن عياش وغيرهم. وأخذ عنه أبو يوسف موطأ مالك. وذكر يحيى بن اسحاق أنه قال: أخذه عني محمد بن الحسن، ولا أدري

كيف هذا، محمد قد سمع الموطأ من مالك، وسمع عليه حديثًا كثيرًا. قال محمد: أقمت عند مالك ثلاث سنين، ولا سمعت منه لفظًا أكثر من سبعمائة حديث. قال أسد: رأت أمي كأنَّ حشيشًا نبيت على ظهري، ترعاه البهائم فعبر لها بأنه علم يحمل عني والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>