للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحجّ وكتب العلم، وسمع عبد الغني بن سعيد الحافظ، بمصر وغيره. وساد أهل بلده في وقته. وقد روى أيضًا عن أبي العباس أحمد بن محمد القاضي، وأبي عبد الله بن محمد بن ثمد الكرخي. وروى عنه أبو عبد الله بن عتاب. وكناه بأبي عثمان، ومرة قال عنه: حدثنا بعض أصحابنا، ولم يصرح باسمه. وكان لا يصرح به. ذكر ذلك القاضي ابن سهل. وروى عنه أيضًا حاتم الطرابلسي. وتوفي بطليطلة، سنة ثمان وعشرين وأربعماية. وقد تقدم ذكر أبيه. وسيأتي ذكر ابنه إن شاء الله.

[أبو العباس أحمد بن أيوب بن أبي الربيع الألبيري]

الواعظ. أصله من البيرة، ونزل في الفتنة الى قرطبة، فهلك بها هنالك. كان ممن أمعن في الطلب، وتفنن في المعارف، وأخذ عن الأندلسيين، ورحل الى المشرق، فلقي رجاله. فمن شيوخه ابن أبي زمنين، لزمه واختص به. وروى عنه كتبه، ومن شيوخه: أبو الحسن القابسي، ومسلة بن سعيد الاستجي، والقاضي أبو أيوب بن بطال، ولم يخالف بالمشرق زيه. فلبس قلنسوة بين أظهرهم، وكان فصيح اللسان. ذا فرائض، مطبوعًا. وكان الغالب عليه الوعظ والذكر. له في هذا الباب تصانيف. روى عنه أبو المطرّف الشعبي، وابن الحصار، وابنه. وكانت العامة حزبه، وكان مدينًا لهم، مقربًا لإفهامهم، ما عسر عليهم. حاضًّا لهم على فعل الخير، حاضر العلم، كثير الشعر. له في أيدي الناس أزهاد وتكافير، يتداولها المنشئون، والمفتون. وله في بعضها مجموع. توفي بقرطبة، في مجلسه بالجامع، فجاءةً، أبسط ما كان، فاحتمل ضحوة. ومات وسط النهار من يومه. وانزعجت العامة لموته انزعاجًا لم يسمع بمثله. وشهده الناس،

<<  <  ج: ص:  >  >>