للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثناء العلماء عليه وفضله]

قال أبو العرب: وكان على فقهه مأمونًا عالمًا بالحديث والفقه، كثير الأخذ عن

رجاله المدنيين، والكوفيين والبصريين، وغيرهم. سمع من وكيع ابن الجراح، والفضل بن عياض، وعلي بن مهدي، وطبقتهم، وجرير بن عبد الله، وأبي معونة الضرير، وسمع من ابن القاسم وغيره. سمع منه سحنون وعامة أهل إفريقية، وسمع منه ابن وضاح، وأحمد بن يزيد القرشي، وعمي بعد قدومه من المشرق بيسير.

ثم أصابه الفالج. قال أبو الحسن الكوفي: لم يكن في إفريقية محدث، إلا موسى بن معاوية، وعباس الفارسي، قال مغيث: قلت لسحنون إن موسى جلس يفتي في الجامع، فقال: ما جلس في الجامع منذ ثلاثين سنة أحق بالفتوى منه. وكان سحنون يجله ويعظمه ويوفي حقه في العلم ويقدمه بين يديه في المجالس. قال: قرأت عن سحنون كنا برابطة المنستير في جماعة فكان موسى أطولهم صلاة وأدومهم عليها. فإذا كانت ليلة سبعة وعشرين من رمضان، طبقها من أولها الى آخرها. فإذا أصبح، قال: توجهوا بنا الى القيروان، فنقول له: أقم نتعبدها هنا. فيقول: كان النبي يجهد في العشر الأواخر، فإذا مضت ليلة سبعة وعشرين دبت فيه الفترة. قال سحنون: فلا نجد بدًا من مساعدته. قال ابن أبي دليم: والأغلب عليه الحديث والرواية. وكان من أهل الورع والدين منابيًا لأهل البدع. وذكره بعض، فقال: فيه بعض فقه مع كره الرواية. فقال هذا الصمادحي، عرضت له مسألة في حمار فما عرف ما يجب له حتى استفتى. قال فرات

<<  <  ج: ص:  >  >>