الكذب، فينصرفون عنه، فيقول الرجل منهم، سمعت رجلًا أعرف وجهه، ولا أدري من هو، وفيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: إن في البحر شياطين مسجونة، أوثقها سليمان ﵇. يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا. وحكى أبو الحسن القابسي قال: أتى رجل إلى سحنون فجلس، حتى انصرف الناس، فأخذ في البكاء. فسأله سحنون عن سبب ذلك، فذكر له: إنه رأى أمرًا استعظمه، فلم يزل به حتى ذكر له، إنه رأى كأن القيامة قد قامت، وحشر الناس، وأتى سحنون فرأى إنه ألقي في النار، بعد أن لقي من الأغلال والنكال أمرًا عظيمًا، فصبّره سحنون، فأرسل في رؤساء كنيسة النصارى، فجاء إليه منهم اثنان، فسألهم هل مات لكم ميت ممن تعظمونه؟ قالوا: نعم. قال: أفرأيتم له شيئًا؟
قالوا: نعم رؤى كثيرة، ووصفوا فيها من الخير والترفيع، ثم صرفها وقال للرجل: هل تشك أن هؤلاء وميتهم من أهل النار؟ قال: لا. فقال له: إن الشيطان يأتي للمؤمن، بما يثبّطه عن الخير، ويمقت له أهله، ويأتي إلى الكفار بما يغبط إليه حاله ويثبته على كفره، وقد رآك تختلف إلينا فأراد أن يضرك. ورأى سحنون الناس يقبّلون يدا ابن الأغلب، فقال له: لا تعطيهم يدك. لو كان هذا يقرّبك من الجنة ما سبقونا إليه. وستأتي مثل هذه الحكاية في إخبار ابن وضاح إن شاء الله تعالى.