للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف مثقال. قال سحنون عنه: ما خرجت لمالك إلا وأنا عالم بقوله. وقال له - لابنه موسى بن عبد الرحمان -: إلا أخبرك كيف طلبت العلم؟ قال: بلى. قال: كان لي أخ فنازع رجلًا فسار إلى السلطان فتبعته حتى أتياه، فأمر بأخي إلى السجن فتبعته، فدخلت المسجد وعليّ نعل سندي، ومعصفرة. فإذا حلق الناس يتلاقون العلم، فبهت فيهم وشغلت عن الذهاب إلى أخي. فرجعت إلى المنزل وأخذت حذاء ورداء آخر غير الأول، فأتيت المسجد فجلست فيه، وحدي أنظر إلى الناس، فانصرفت فقمت فأتاني آت فقال لي: إن أحببت العلم فعليك بعالم الآفاق. قلت ومن عالم الآفاق؟ قيل لي هذا الشيخ فإذا شيخ أشقر طوال حسن اللحية فاستيقظت وقد مضى أكثر شوال، فاكتريت إلى مكة وحججت مع الناس فلما أتينا المدينة اغتسلت ودخلت إلى المسجد، ونظرت فإذا انا بالصفة التي رأيت في المنام، وإذا هو مالك ابن أنس والناس يعرضون عليه، فعرفته إنه الذي قيل لي في النوم أنه عالم بالآفاق، فلزمته. وقال إصبع: قال ابن القاسم حملتاأحاديث المصريين فوقع في نفسي طلب الفقه، فاتيت أبا شريح وكان صالحًا حكيمًا، فاستشريته وقلت له: أردت أن أشخص إلى مالك، فقال لي: ما أحسن الفقه، وإن كان أهله يعتريهم

الكبر، ولكن اطلب فإن توسد العلم خير من توسد الجهل. قال: ترنمت بأثر ذلك فرأيت في منامي كان عقابًا انقض على راسي. وقال غيره: كأن بازيًا رفرف على رأسه او على حجره، فأخذه فبقر جوفه. فقال له قائل: لا تضيع جوفه فإن حشوه جوهر.

وفي رواية فجعلت ابتلعه حتى أتيت عليه. فعبر الرؤيا على أبي شريح.

قال غيره: وعلى رجل كان بصيرًا بالعبادة يقال إنه زين بن شعيب، فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>