وزن مدينة بالشين المثلثة، المفتوحة والراء المكسورة. وجدت بخط أبي عبد الله بن عتاب، أن صوابه، سريعة بسين مهملة وراء مفتوحة على وزن هبيرة والمشهور الأول. وكذا يكتبه لآله، وأهل بيته، ويعرفونه. ولكن ابن عتاب لا يحكي إلا ما سمع. وهو من أشرف أهل بلده من لخم ذؤابة، وشهرة في العلم. أنجب ولده فرأسوا بلدهم في العلم، والقضاء، الى زمننا هذا. سمع أبو محمد هذا من ابن القون، وحسن الزبيدي، وسيّد أبيه الزاهد، وابن أبي شيبة، وسمع بقرطبة ابن لبابة، وأسلم القاضي وابن أبي تمام، وابن خالد، وعثمان بن عبد الرحمن، وابن مسرور، ومحمد بن قاسم، وابن الأغبس، وابن أيمن، وابن أبي عبد الأعلى، وقاسم بن أصبغ، وعبد الله بن يونس وغيرهم. وسمع بالبيرة، من محمد بن فطيس كثيرًا. ومن عثمان ابن حربي، قال ابن الفرضي: وكان ضابطًا لروايته، صدوقًا حافظًا للحديث، بصيرًا بمعانيه، لم ألق فيمن لقيت، من شيوخ الأندلس، بعد ابن حبيب، مثل أبي محمد الباجي. قال ابن الفرضي: أبو الوليد الباجي، ثقة مشهور، راوية الأندلس. واستقدم الى قرطبة، فأقام بها يحدث. ثم انصرف الى موضعه. روى عنه الناس كثيرًا، ممن سمع منه ابنه، أبو عمر، وحفيده القاضي محمد، واسماعيل بن إسحاق، وأبي بكر بن وهب وابن الفرضي، وابن الخزار الإشبيلي، والزبيدي
النحوي، والأصيلي، فيمن بعدهم. ومن أهل بلدنا: أبو إسحاق ابن يربوع وأبو محمد بن غالب، في جماعة لا يحصون كثرة. وإليه كانت الرحلة في وقته بإشبيلية. وحدث نحوًا من خمسين سنة وغلبت عليه الرواية والحديث. قال ابن مفرج: كان الباجي من أهل الرواية العالية، والبصر بالحديث، والمعرفة بالفقه، من الراسخين فيه والحافظين له، من أهل النصائح في الدين، والتواضع في الدنيا. ولا يصحب السلطان. وليَ