للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبس لامته، وخرج. فلما حصل على باب الدار ثار ثورة شديدة، فقال له

الرجل: ما هذا. قال: عاهدت الله أن لا ألقاه إلا على هذا الحال. ولا سبيل الى نكث ذلك، فبكى الرجل، ومن حضر، وقال له: لا سبيل الى مسيرك بهذه الحالة فارجع. ومضى الرجل فوجد اسماعيل ينتظره. فقال: وجهتني الى رجل مصاب في عقله. فمضى اسماعيل وكفي شره. قال أبو إسحاق: كنا بمناخ أنا والممسي، وربيع ومروان، وأبو العرب، وجماعة. إذ خرج علينا أبو يزيد، فقال: بايعوني فإن النبي لم يخرج الى غزاة، ولا بعث حتى جدّد البيعة في أعناق الصحابة. فسكتوا بأسرهم. فقال أبو إسحاق: نعم، نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله ، ومذهب مالك. قال: فقلت. فأنت رجل من أهل القبلة، توحد الله، خرجت لجهاد أعداء الله تعالى. فخرجنا ننصرك عليهم. فوثب أبو يزيد، وقال: لا بأس إذا قالوا. وذكره معد يومًا فقال: أعد لنا السلاح، وتربص بنا الدوائر، وكفّرنا وشتمنا. وعلّم الناس الجرأة علينا، حتى يتأكد عند الكبير والصغير. وأعان قوم عليه، في المجلس، وتكلم قوم له، فأعلم بذلك، فزاد أبو إسحاق حينئذ في السلاح، وأصلح ما كان عنده منه. قال: واستأذن عليه يومًا صاحب الحرس، فهرب كل من كان معه، ومنهم ابن أبي زيد، ولم يبق معه إلا القابسي. فقال الشيخ: من هذا؟ فقال: أنا فلان فقال: أدخل الشيطان، ما يريد الشيطان، أخرج الشيطان، ما كلمه يومئذ إلا بشيطان. فلما خرج، رجع مَن هرب فقال لهم: ما هذا حق الصحبة تهربون وتتركوني. ولامهم على فعلهم، وكان لا يدخل على أبي إسحاق أحد من حاشية القوم، ولا قضاتهم، إلا ابن هاشم. لا غيره، لأنه كان يشتم بني عبيد عنده. قال بعضهم: كنا يومًا عندهم، إذ دخل صقلي، عليه كسوة ورائحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>