أنا أقوم إليه، فتلقاه وسلم عليه، ووقف عليه، ووقف معه ساعة، ثم دخل كئيبًا. فجثا على ركبتيه، وجعل يضرب بيديه إحداهما على الأخرى. ويسترجع. فسئل، فقال: رجل من سجلماسة. جاء الى زيارتي وما قدري أن أُزار من سجلماسة، والله الذي لا إله إلا هو، ما أستحق إلا من يجلسني في الزقاق ويقول: - لكل واحد ممن جاز - ألطم. وقد سأل الله، أن يُنسي الشيعيّ اسمه. وكان عبد الله بن هاشم يقول: كنت إذا اجتمعت معه يقول لي: ذلك الذي يسكن عند الربع فأقول له: السبائي. فيقول: نعم. وقال معدّ يومًا: رجل في بيت من قصب، بقرب الفحص يشتمنا، ما قدرنا عليه بشيء. قال بعض عبيده: من هو نقطع رأسه؟ فقال معدّ أسكت يا عبد السوء. فقال له: موسى اليهودي، إنك لن تقدر عليه. ولما هزم اسماعيل أبا يزيد، ووصل الى القيروان وجه في شيوخها، فوجه في مروان بن سعدون الخطيب. وكان يشتمهم، على المنبر. ودخل عليه فلم يسلم عليه، لا وقت دخوله، ولا وقت خروجه، وجعل كلما كلمه، لا يزيد على: ما شاء الله، حسبنا الله ونعم الوكيل. ثم وجه الى أبي إسحاق السبائي، فامتنع من المجيء إليه، فخرج اسماعيل الى جهة الساحل، فوقف عنده، ووجه رجلًا فيه. فقال له: لابد من خروجه إليّ فوصل إلي الرجل وأعلمه وشدد عليه، فقال: لا سبيل الى ذلك، فقال: ولابد قال: نعم، فاصبر حتى أتوضأ وأصلي ركعتين. قال له: يطول عليه الأمر، وأنت بطيء الوضوء. قال: لابد. فخرج الرجل ووقف على الباب وتوضأ أبو إسحاق. وركع ثم قام وتقلد سيفه، وأخذ رمحه،