بثمنها على الفقراء. قال القابسي: كان له خمس سوان، باعها. واحدة واحدة. وما باع منها واحدة، بأقل من خمسين دينارًا أو ماية، وأنفقها على المساكين. وكان يعطي منها الخمسة والعشرة والخمسة عشر، وأقل ما كان يعطي، دينارًا، ويقول: يا أخي يجيء رجل الى آخر يسأله ما يسد به حاله، فيعطيه قيراطًا. أعوذ بالله من دناءة الأمور. قال: وكانت بقيت له سانية. فمنعه من ذلك ابن أخيه. فأمر بعض أصحابه، فكتب الى النعمان: يا نعمان أنا حسن بن محمد الخولاني. لي سانية. وقد منعني ابن أخي من بيعها. ومنع المشترين من تقليبها. وحجته في ذلك، أني إذا متّ لم يجد ما يرث. وهذا ليس هو له. وإني أولى بمتاعي، من ولدي وغيره، لو كانوا، فأدفعه عني، أو نحو هذا. ووجه به إليه. فأخذ أصحابه الكتاب، وزادوا في أوله: بسم الله الرحمن الرحيم. وأسقطوا: يا نعمان. فلما وصلوا إليه، نظر في الأمر، فباعها أبو الحسن، وتصدّق بثمنها. وذكر بعضهم، قال: كنا نسمع عليه. ومعنا أبو القاسم بن شبلون، فأتاه رجل، فسأله عن حاله، وعن دابته. فأخبره بموت دابته. فتوجع وقال: من حضرته منكم نية، فليعطه، فهو أهل لذلك، فدفع إليه ابن شبلون قطاعًا، فلما نهض الرجل، للقيام. قال له أبو الحسن: أرني ما أعطاك؟ فإذا دراهم يسيرة. فقال: ردها عليه. وقام فأتى بخمسة دنانير. ودفعها إليه. وقال: اشترِ بها دابة. تعول بها على بناتك. وأتاه بعض أصحابه، يودعه. وهو يريد الحج، وهو جالس بين الناس. فأعطاه أبو الحسن مفتاح بيته. وقال له أدخل البيت. فخذ الروحلة المعلقة. ففيها خبز وتين يابس. قال: ففعل. وأصحاب فيها مع ذلك صرة، من تسعة دنانير، فأتى بها إليه، فأخبره. فقال: أسكت لئلا تُسمع. ثم قال له: سرْ أتراني إني لا أعلم