للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن الوليد ابن طريف: إن أولهم أصابه سبى قديم صيرهم أولًا في ولاء بني أمية بالمشرق فكانوا في عداد مقدمة مواليهم وينكر أن جدهم سراج بن قرة الكلابي صاحب رسول الله . كذا سمعت شيخنا أبا الحسين يقول: إن قرة بالراء وصوابه قوة بالواو وكذا قيده أصحاب الصنعة، وهو سراج بن قوة بن رفعي بن زرعة بن الكاهن بن عمر بن عوف بن أبي ربيعة بن الصوت بن عبد الله بن كلاب وهو شاعر مشهور. وما ذكره من أن له وفادة على رسول الله ، لا أعلم أحدًا ذكر ذلك. سمع القاضي أبا القاسم الأصيلي، والقاضي ابن برطال، ومسلمة بن بتري ونمطهم. حدث عنه أبو علي الجياني وابنه أبو مروان عبد الملك بن سراج الحافظ وابن طريف الكاتب وغير واحد، وولي الشورى بقرطبة مع هذه الطبقة وخطط بالوزارة، ثم وليَ قضاءَها. قال ابن حيان: وكان من أفضل أهل زمانه وأعفهم وساذج الفقه، قليل المعرفة. وتوفي في شوال سنة ست وخمسين، ولم يختلف الناس في إجمال ذكره والثناء عليه لعفته وطيب طعمته وانقباضه واقتفائه آثار من سلف ولين جانبه، وبه اختتم وجوه موالي بني مروان بقرطبة، وكانت مدته في القضاء ثمانية أعوام. وخلف سؤدده وسد مكانه ابنه أبو مروان عبد الملك الحافظ إمام الأندلس في وقته في علم لسان العرب وضبط لغاتها وأذكرهم لشوارد أشعارها وأوثقهم في ذلك، وإليه كانت الرحلة من جميع جهات الأندلس. سمع من أبيه والإقليلي والصفاقسي والحراني والقاضي يونس، ومكي المقرئ وطبقتهم واحتاج الكثير بعد من شيوخه الى الأخذ عنه والاستفادة منه. حدثنا عنه ابنه أبو الحسين الحافظ، وأبو علي الجياني والصدفي الحافظان، والقاضي أبو عبد الله بن

عيسى الفقيه وأبو عبد الله ابن الحاج وغير واحد من شيوخنا. وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وثمانين، فصير مكانه وناب منابه شيخنا أبو الحسين سراج. ووصل الرحلة

<<  <  ج: ص:  >  >>