منزل كذا. فاسأل فلانًا - وكان معمّرًا من أهل العلم - يخبرك بذلك. فمضى إليه فسأله، فأخبره أن أحدهم ورّث ماله كله ابنته، على مذهب الشيعة. قال أبو سعيد خادمه: وجهني أبو إسحاق أشتري له فقوسًا. فاشتريته ممن أثق به، وأوصلته إليه. ثم قلت في نفسي قلدني. ولم أسأل بائعه من أين هو، فجئت له من الغد، وصرحت له عن ذلك. فتبسم. وقال لو كان فيه شيء ما جاز. قال القابسي: لما وقعت
الهزيمة في عسكر أبي يزيد، وهرب الناس، جاء رجل بحمار الى أبي إسحاق. فقال اركب أصلحك الله. فسأله عنه. فقال له: هذا وقتك؟ أنت ترى السيف في أثرك اركب أصلحك الله. فقال له: لا سبيل الى الركوب عليه حتى تخبرني بأصله. فمضى وتركه، وسلم الله أبا إسحاق. قال بعضهم: دخلت عليه يومًا فرأيت في بيته حصيرًا، مع الحائط، ليس عليه غير مسمارين. في الطرفين، فأخذت مسامير وأتيت لأسمّر وسطها. فقال: لا تفعل فليس الحائط لنا. قال القابسي: أتاه رجل ببطيخ، وكان يحبه. فقال له: هذا جئت به إليك من البحيرة، التي كان أبي يهدي إليك منها. فقال له: وكم ثمنه؟ فقال وكم عسى ثمنه. فقال إن كنت تأخذ ثمنه، وإلا فامضِ به. فأخذ ثمنه، فقال: خذ بطيخك. وإياك أن تعود. فدهش الرجل، فأخذ البطيخ والثمن. فكشف عنه، فإذا به قد اشتراه من السوق. وكان لا يقبل من أحد شيئًا إلا بثمن. ويكافئ بضعف ثمنه. وكان يشتهي الماء البارد، فسأل عما يبرده، فقالوا له الرقاق والشركية. فقال له ابن أبي زيد، رحمه الله تعالى، عندي منها واحد. فأتاه به. فقال: كم ثمنه. فغضب أبو محمد، فردها عليه الشيخ. فقال أبو محمد: شيخ مبارك كلما قلنا قربنا منه، ولم نزدد إلا بعدًا. وكان يقول: ثلاثة أعتذر منهن: غسلي الدم في مجلس أحمد بن نصر. إذ كتب المحضر على أبي الفضل الممسي،