الأمر، وحمى الله أبا إسحاق. قال أبو عبد الله بن هبة الله: ذبح لأبي إسحاق كبش في عيد الأضحى. فشوي له من زيادة كبده. فدخل البيت ليأكل. فخرج وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال له خادمه: ما لك؟ قال: لما مضغت لقمة، أحسست كأن الشوك في حلقي. فما قصة
هذه الشاة؟ فقال له خادمه: والله ما جئت بها إلا ممن أرسلتني إليه. فقال له: فهل جرى عليك في الطريق شيء. قال: لا. إلا ذود غنم. فرّت الشاة مني، ودخلت في الغنم. فأخرج الراعي منها شاة. فقال لي هذه شاتك. فاستقصى عن ذلك، فإذا هي، قد أبدلت بغيرها. قال أبو سعيد القلال: كان عندي زوج حمام، فأخرجوا فراخًا، فسمن منها زوج. حتى كان كالزبدة. ومضيت بها الى أبي إسحاق، فقبلهما. ثم قال: خذهما يا أبا سعيد. ما طابت نفسي عليهما. قال: فجئت بهما الدار. فسألت زوجتي. ما كانت تطعمهما. فقالت حبّ الزبيب، الذي يرميه النبّاذون. قال: وكلف بعض أصحابه، شراء زيت. فالتمسه أيامًا، ثم جاءه برجل معه راوية زيت. فسأله أبو إسحاق عن أصله. قال: ميراث من أبي. قال ومن أين صارت لأبيك؟ قال ورثه عن أبيه. فقال فمن أين صارت لأبيه؟ فلم يجبه. ثم قال لصاحب الزيت: المعصرة التي عصرت فيها أيعصر فيها أهل القرية؟ قال: نعم. قال: وبها الطيب، وغير الطيب؟ قال: نعم. قال: يا أخي، لا سبيل الى أخذه. فانصرف الرجل. قال: ودفع الى رجل دينارين يشتري له بهما قمحًا طيبًا، من أصل طيب، فبحث واشترى له، فجاءه به، فأمر زوجته بخبز خبزة منه. ففعلت وجاءت بها إليه. فلما رآها، قال لها: أزيليها عني، وادعي لي بفلان، يخرج هذا القمح عني. فجاء فأخذ القمح والخبزة. وسأل أهل الموضع عن القمح، فلم يجد إلا خيرًا. فقال له شيخ: إن أردت أن تعرف أصول بني فلام فامضِ الى