قال داود بن يحيى: رأيت أسدًا يعرض التفسير فتلا هذه الآية: فاستمع لما يوحى إنّني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني. فقال أسد: ويح أهل البدع، هلكت هوالكهم، يزعمون أن الله خلق كلامًا يقول ذلك الكلام المخلوق. إنني أنا الله. . الآية. قال يحيى بن سلام: حدث أسد يومًا بحديث الدومة، وسليمان البراء المعتزلي في آخر المجلس، فأنكر. فسمع أسد فقام إليه وجمع بين طوقيه ولحيته واستقبله بنعله، فضربه حتى أدماه وطرده من مجلسه، وقيل بل كان يقرأ عليه في تفسير المسيب بن شريك: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة. وسليمان حاضر، فقال: من الانتظار، يا أبا عبد الله. فأخذ أسد بتلابيبه ونعلًا غليظة بيده الأخرى، وقال: يا زنديق لتقولنها أو لا: تبصر بها عينيك. فقال سليمان: نعم، تنظر. قال سلمان بن عمران: سمع أسد بن هشيم اثني عشر ألف حديث. وقال: سمعت من أبي زائدة عشرين ألف حديث. وقال ربما رأيت أسدًا يدق صدره ويقول: واحسرتا إن مت ليدخلن القبر مني علم عظيم. قال: وبسبب أسد ظهر العلم بإفريقية. قال غيره. كان أسد أعلم العراقيين بالقيروان كافة. ومذهبه السنة لا يعرف غيرها. قال: ولما قدم أسد القيروان سمع منه علماؤها ووجوهها سحنون ابن سعيد وأمثاله من المدنيين، وأصحابه المعروفون به، كعمرو بن وهب وسليمان بن عمران وبني قادم، وابن المنهال، وسائر الكوفيين سمعوا منه كتب أبي حنيفة. وكان أسد إذا سرد أقوال العراقيين يقول له مشائخ