ومن شعره في تقلقله في تلك السفرات:
ألفتني الهموم مذ كنت طفلًا … لم ترُعني وقد علاني القتير
كلما قلت سالمتني الليالي … وصفا العيش شابه التكدير
فبدى يستحل في كل يوم … وهموم تطرا ودهر يجور
وفلاة تختارني عن فلاة … وصبا تستحثني ودبور
فوق حرف حامل لم يكن في … بطن أنثى ولا علتها الذكور
زوجتي أيّم وابني يتيم … في حياتي ومنزلي مهجور
خلّط الدهر لي سرورًا بهمٍ … فهو يومًا ويومًا نشور
كل ذا نعم من الله عندي … فأنا حامد عليها شكور
حسبي الله خالق الخلق … فالله على كشف ما عراني قدير
وله الحمد كم بفضل من … هـ ينعمني ولكني عنود كفور
وله في رفيقين له من البرابرة يسميان عجنوسًا ويعقوب. أرسلهما معه بعض أمراء العلويين بالعدوة:
تضمن عسكرنا أبرة … نقيضين في قبة واحدة
فقد بر يعقوب به بحرة … إذا شط قسورة لابدة
فهذا له صفو ما في المراد … وذاك له ألف المائدة
وعنجوس مستوطن لا يريم … كما أرست الجعصة الخالدة
يحن الى طيبات الطعام … حنين الرضيع الى الوالدة
ويأكل في سبعة من ومن … لا يشتكي وحدة فاسدة
وأركان لقمته ستة … كأن له إصبعًا زائدة
وله رحمة الله تعالى:
لا تلمني على البكا والعويل … ذكرتني نخيل فاس نخيلي