للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره في تقلقله في تلك السفرات:

ألفتني الهموم مذ كنت طفلًا … لم ترُعني وقد علاني القتير

كلما قلت سالمتني الليالي … وصفا العيش شابه التكدير

فبدى يستحل في كل يوم … وهموم تطرا ودهر يجور

وفلاة تختارني عن فلاة … وصبا تستحثني ودبور

فوق حرف حامل لم يكن في … بطن أنثى ولا علتها الذكور

زوجتي أيّم وابني يتيم … في حياتي ومنزلي مهجور

خلّط الدهر لي سرورًا بهمٍ … فهو يومًا ويومًا نشور

كل ذا نعم من الله عندي … فأنا حامد عليها شكور

حسبي الله خالق الخلق … فالله على كشف ما عراني قدير

وله الحمد كم بفضل من … هـ ينعمني ولكني عنود كفور

وله في رفيقين له من البرابرة يسميان عجنوسًا ويعقوب. أرسلهما معه بعض أمراء العلويين بالعدوة:

تضمن عسكرنا أبرة … نقيضين في قبة واحدة

فقد بر يعقوب به بحرة … إذا شط قسورة لابدة

فهذا له صفو ما في المراد … وذاك له ألف المائدة

وعنجوس مستوطن لا يريم … كما أرست الجعصة الخالدة

يحن الى طيبات الطعام … حنين الرضيع الى الوالدة

ويأكل في سبعة من ومن … لا يشتكي وحدة فاسدة

وأركان لقمته ستة … كأن له إصبعًا زائدة

وله رحمة الله تعالى:

لا تلمني على البكا والعويل … ذكرتني نخيل فاس نخيلي

<<  <  ج: ص:  >  >>