المجلس بعد الصبح يدعو ووجهه يصفر ويخضر حتى أطال الدعاء فأتاه سائل عن مسألة فقطع عليه فالتفت مغضبًا، فقال يأت أحدكم الرجل وهو في دعائه وقد فتح الله عليه منه ما شاء أن يفتحه مما يستدعي به الإجابة فيقطع ذلك عليه فلا يعود أبدًا.
قال ابن أبي حازم كان بين رجل من قريش ومالك كلام، فقال له مالك إن كنت تريد عيبي فسلط الله عليك من يخرجك من بيتك شر مخرج فلما صلى بنا إمامنا الصبح جلس في محرابه، فقام فيه فرأى عمر بن الخطاب معه حرسي يقول اخرج الحمار الضال من المسجد.
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه بل حلاله وحرامه وسنن نبيه، وما يقرب إليه فأنبته الإمام لينبه الناس على الرجل، وقد أخرج من المسجد ووضع في عنقه حبل.
وجيء به إلى دار السلطان فأخبر الناس الإمام برؤياه فأخبر الرجل بالقصة فجعل يضرع لمالك ويقول خلني يا خير من يقول حدثنا.
فاستغفر له مالك.
قال أبو مصعب سمعت مالكًا يقول إني لأذكر وما في وجهي طاقة شعر وما منا أحد يدخل المسجد إلا معتمًا إجلالًا لرسول الله ﷺ.
قال بشر بن عمر جئت مع مالك من منزله حتى دخل المسجد فانتهى إلأى جماعة فوسع لي في صدرها فأبى وجلس حيث انتهى به المجلس فقلت في نفسي هذا رجل منصف كنا لا نوسع لأحد في مجلسه لا يقعد في صدور مجالس الناس.
قال الحارث بن مسكين رحم الله مالكًا، ما كان أصونه للعلم وأصبره على الفقر ولزوم المدينة.
أمر له بجوائز ثلاثة آلاف دينار فما استبدل منزلًا غير المنزل الذي كان فيه ولا استفاد منه غلة ولا صنعة ولا تجارة.
قال ابن القاسم كان لمالك رحمه الله تعالى أربعمائة دينار يتجر له بها، فمنها كان قوام عيشه ومصلحته.
قال ابن أبي أويس كان مالك قد أكثر النظر قبل موته بسنين وكان كثير القراءة طويل البكاء ﵀.