لما خرج محمد بن الحسن لزم مالك بيته فلم يخرج منه حتى قفل محمد.
قال الواقدي ومصعب بن عبد الله كان مالك يحضر المسجد ويشهد الجمعة والجنائز ويعود المرضى ويجيب الدعوة ويقضي الحقوق زمانًا، ثم ترك الجلوس في المسجد فكان يصلي وينصرف ثم ترك عيادة المرضى وشهود الجنائز فكان يأتي أصحابها ويعزيهم، ثم ترك مجالسة الناس ومخالطتهم والصلاة في مسجد النبي ﷺ، حتى الجمعة ولا يعزي أحدًا ولا يقضي له حقًا، فكان يقال له في ذلك فيقول ما يتهيأ لكل أحد أن يذكر ما فيه.
وفي بعض الرواية من الأعذار أعذار لا تذكر.
فاحتمل الناس له كل ذلك.
قال عتيق بن يعقوب ومصعب فلما حضرته الوفاة سئل عن تخلفه عن المسجد قال عتيق بن يعقوب وكان تخلفه عنه قبل موته بسنين فقال لولا أني في آخر يوم من الدنيا وأوله من الآخرة ما أخبرتكم؟ سلس بولي.
فكرهت أن آتي مسجد رسول الله ﷺ على غير طهارة استخفافًا لرسول الله ﷺ وكرهت أن أذكر علتي فأشكو ربي.
وفي طريق آخر أنه قال خيفة أن آتي منكرًا وفي رواية خلف بن محمد عنه أني ضعفت عن ذلك.
وقيل بل كان عراه فتق من الضرب الذي ضرب فكانت الريح تخرج منه فقال كرهت أن أوذي مسجد رسول الله ﷺ وقال يعقوب بن عبد الرحمان كان مالك لا يتكلم عند طلوع الشمس ولا عند غروبها.
وقال ابن وهب كان لا يفتي ولا يتكلم حتى تطلع الشمس.
زاد مروان بن محمد وسعيد بن الجهم وكان يسبح ويذكر الله إذا طلعت الشمس.
قال مروان قام إلى حلقته وذاكر أصحابه إلى حلقته وقال السلام عليكم.