غلمانه، أن يغيّبوا سرج حماري، ولجامه. أراه قال: فلما طال انتظاري، قمت بوجدت الحمار عريًا، فسألتهم. فقالوا: ما ندري. فأقمت أعذل الغلام مرة، وأهم بضربه أخرى. فلما انتصف النهار علمت أنه في دعوة الحسن بن اسماعيل فكتبت إليه:
يا بن قاضي القضاة والحكّام … وكريم الأصول والأعمام
يا بن من بُيِّنَت به سنن الدين … وتمّت شرائع الإسلام
أقضِ بيني وبين خلّك والمص … فّي لك الود من جميع الأنام
أنه كادني بأخذ حماري … وتعدى في سرجه واللجام
ومنعت الخروج ظلمًا والج … ئت الى الرفق صاغرًا بالغلام
مرة أنثني عليه بضرب … غير مجد ومرة بالكلام
وأشد الأمور أني قد جعت … كأني محالف للصيام
فتراه أجاز أخذ حماري … أتراه يجيز منع الطعام
قال: وطلبت من يحملها إليه. فرأيت امرأة من دار القاضي، اسماعيل، فدفعت الرقعة إليها، وأمرتها برفعها للحسن، فدفعتها للقاضي نفسه. فلما قرأها، وقع في ظهرها بخطه: يا بني هذا رجل متظلم منكم، فانصفوه. وبعث بها الى ابنه فلما قرأها قال: وجهه إليّ لأحضر معهم، فوافاني الرسول قد انصرفت.
ولما كانت محنة غلام الخليل، ومطالبة الصوفية ببغداد. ونسبتهم الى الزندقة. وأمر الخليفة بالقبض عليهم. وكان ممن قبض عليه شيخهم إذ ذاك أبو الحسن النوري. فلما أدخلوا على الخليفة وأمر بضرب