للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زياد حديثه وقال: معذرة إلى الأمير أصلحه الله، إنا كنا في حديث عارضه هذا المنادي إلى الله تعالى. ولا يجوز الإعراض عنه، فهو أحق بالإجابة وإن اجتمعنا قدرنا على تتميم الحديث إن كانت بنا إليه حاجة. وسلم عليه فدخل الجامع من باب القنطرة واستقام الأمير إلى القصر. قال يحيى: كان زياد

واحد زمانه، زاهدًا ورعًا وأتاه هشام ليلًا في خاصته فقرع عليه الباب فخرج فعرف به، ففتح له وسلم عليه، وسأله عن سبب مجيئه، فقال: طلب التفرد بك، وهذا مال طيب وأشار إلى مال يحمله الفتى أردت التزلف به فأتيتك به لتضعه حيث تراه. فقال له زياد: تجد من هو أقوم لك بذلك وأعرف بأهله. وسمى له قومًا من صلحاء الناس، فأبى هشام إلا إياه، فلم يقدر عليه إلى أن حلف أن له بفعل. فاستحياه هشام وخرج بماله، وهو يقول: اللهم أعني على طاعتك بمثل هذا. قال حبيب: كنا جلوسًا عند زياد فأتاه كتاب من بعض الملوك بعد مدة، فكتب فيه ثم طبع الكتاب ونفذ به الرسول. فقال زياد أتدرون عم سأل صاحب هذا؟ سأل عن كفتي ميزان الأعمال يوم القيامة، من ذهب هي أم من ورق؟ فكتبت إليه، حدثنا مالك عن ابن شهاب، قال: قال رسول الله من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

وسترد فتعلم. وقال الحكم: صارت له في مصاهرته لمعاوية بن صالح نادرة مذكورة، وذلك إنما أراد النظر إلى المرأة قبل تمام نكاحها، كما يفعل بعض الناس وقيل بعد النكاح وهو أشبه بحاله، وآخر الحكاية فواعد أهل الدار أ، يأتيهم ليلًا خفية من معاوية، فجاء واختفى في اسطوان الدار، وخرج معاوية فأحس من دابته قلقًا وحركة، لمكان زياد، فأنكر ذلك، ودعا بالمصباح فلما نظر إذا بزياد قد انزوى في بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>