للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدقه، وأنه لم تجرب عليه كذبة قط. فقال بعض وزراء ذلك الوقت أنا أجعله يكذب. فرصده حت نعس ثم قال له: رقدت يا أبا هند؟ قال: نعم. فلم يظفر منه بما يريد، لعادة الناس الإنكار في هذا. وقد أضيفت هذه القصة بعده لغيره، فلعلهما قصتان. وقرأت في كتاب القضاة لابن حارث: سعيد بن عبد الرحمان بن أبي هند، أبو هند الأصبحي الطليطلي روى عن مالك الموطأ. وقال القاضي أبو الوليد بن الفرضي ومحمد بن حارث: لا أدري، أهما اثنان أم واحد. فقد قيل لي، أن ابن أبي هند مات في أيام هشام بن عبد الرحمان، والله تعالى أعلم. قال أحمد بن سعيد: كان ابن أبي هند ولم يسمه، فاضلًا نبيلًا عاقلًا، له همة وهيبة. قال ابن وضاح: كان ابن أبي هند هذا شريفًا، وكان مالك يسأل عنه، يقول: ما فعل الحكيم

عندكم بالأندلس لكلمة سمعها منه، وهي: إن قال مالك يومًا ما أحسن السكوت وأزينه بأهله. فقال ابن أبي هند: وكل من شاء سكت يا أبا عبد الله. فأعجبت مالكًا كلمته. وقيل بل قال له: إ، ما نزين الصمت ما بعده. وعرض به رجل عند ألأمير عبد الرحمان بالرياء. فقال سعيد: اصلح الله الأمير يظن بنا سوء السريرة مع حسن العلانية، فما ظن ألأمير أعزه الله تعالى، بسريرة رجل قد فسدت علانيته، ورأى الناس ينظرون إلى قوم كساهم ألأمير ويستحسنون كسوتهم، فقال: إنهم ما أخذوا ذلك إلا ببخس من الثمن. يعني أنهم بذلوا فيها دينهم. حدث عنه يحيى، وروى ابن وهب عن مالك عن أبي هند، قال: وجدت الصمت اشد من الكلام. قال يحيى بن يحيى: سمعت ان أبي هند يقول: ما هبت أحدًا هيبة عبد الرحمان بن معاوية، حتى حججت فدخلت على مالك فهبته هيبة شديدة فصغرت هيبة ابن معاوية. قال: وكان له ابن شيخ لم يملك من مال أبيه شيئًا، فقال له يا أبت، هب لي من مالك شيئًا. فقال: وهل

<<  <  ج: ص:  >  >>