للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى غروب الشمس. ثم يرجع الى داره. ويقول احرس عورات المسلمين منهم. فإذا رأيت منهم شيئًا، حركت المسلمين عليهم. وكان ينكر على من خرج من القيروان الى سوسة، أو نحوها من الثغور. ويقول جهاد هؤلاء أفضل من جهاد أهل الشرك. قال الفقيه ابن سعدون القروي: لما دخل عبيد الله الشيعي، القيروان، وخطب أول جمعة، وجبلة حاضر، فلما سمع كفرهم. قام قائمًا. وكشف على رأسه، حتى رآه الناس، وخرج يمشي الى آخر الجامع، ويقول: قطعوها قطعهم الله. فما حضرها أحد من أهل العلم بعد هذا. ولما ولي الصديني القضاء، أيام أحمد بن الأغلب، كان جبلة يصلي الظهر أربعًا، بأذان وإقامة. فقال له المؤذن: ترى أن نؤذن ونقيم داخل المسجد؟ فلما آن الوقت، حاد من الصلاة. فقال له جبلة: قد قال مالك في المسجونين، يجمعون في السجن، لأنهم منعوا من الجمعة. فنحن أقمنا أنفسنا مقامهم. وكتب الصّديني الى ابن الأغلب يخبره بما فعل، جبلة. فأرسل إليه: مدّ يدك الى من شئت، واترك جبلة. وجاء صاحب الحرس، فقال له:

يقول لك الأمير، كرر الإقامة. وسلم من اثنتين، ولا تقنت. فقال له جبلة: الأمير لا يعلّمنا أمر ديننا. وجاءه آخر من قبل القاضي بمثل ذلك. وبقراءة بسم الله الرحمن الرحيم، وبزيادة حيّ على خير العمل في الأذان. فقال له جبلة: قم قبّحك الله، وقبّح من أرسلك. فرجع الرسول الى المروردي، فأخبره، فسبّه المروردي، وقال له: أنا أرسلتك الى جبلة، تأتي الى أولياء الله تعالى. تتعرض في دعائهم. وتجسس عليه يومًا صاحب الحرس، فأخذه جبلة وأدخله المسجد، وضربه بالجريد، حتى تاب ألا يعود إليه. فقال القابسي: إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>