بن لبابة، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد بن خالد، وسمع ببجانة من علي بن الحسن المرّي وسعيد بن فحلون. وسمع من محمد بن عيسى القابسي. وعمّر الى أن كان آخر من حدّث عن عبيد الله. ورحل إليه الناس من جميع الأندلس، لرواية الموطأ، وحديث الليث، وسماع ابن القاسم رحمه الله تعالى. وعشرة يحيى بن يحيى، وتفسير عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ومشاهد بن هشام، ونيف من حديث الشيوخ. قال ابن عفيف: سمعنا منه الموطأ في أزيد من خمسماية تلميذ. وقد حكى الطبري أن أبا الحسن الدارقطني، همّ بالرحلة الى الأندلس، للسماع منه. وسمع منه هشام المؤيد في حياة أبيه الحكم. وسمع منه عالم عظيم، وآخر من حدث عنه بالأندلس: القاضي يونس بقرطبة. كان أخوه قاضي الجماعة. وكان سماع أبي عيسى من عمه عبيد الله، وهو صغير. وكان بعض الناس يغمص روايته عنه لذلك. قال ابن عتّاب، قال
محمد بن حارث، وذكره في كتاب القضاة فقال: فحاز من تقدمه عفة وحياء وفضلًا، وانقباضًا. ورامه الناصر، عندما ولاه قضاء البيرة، أن يصرف إليه أمانة كورها، حسبما كانت بيد أخيه قبله، فأبى، وألحّ عليه الناصر، فاستعفى من ذلك فأعفاه من الأمانة. وتفرّد بالقضاء والنظر في الأحباس، فأدنى الضعيف وثبت في الحكم، وتحفظ من شهود زمانه، وتواضع في أمره، وتعفف. فلم يقبل لأحد تحفة، ولا هدية. قال محمد بن يحيى: كان أبو عيسى جليل القدر، عالي الدرجة في الحديث، حمد الناس أحكامه، وجميع أحواله. وكان من سراة الناس، حسن المركب والملبس والهيئة والصورة، كريمًا، يطعم الطلبة إذا أتم مجلس مناظرته من ثمار بستانه، وينتظم للأكل، فإن فضل شيء دفعه الى الغرباء، يحملونه الى منازلهم. وقال لهم: تستعينون به في أدامكم. وكان أبو عيسى لا يرى القنوت في الصلاة.