للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظهور سبّ السلف رحمهم الله تعالي. وعندما اشتهرت إمامته، هروبًا من الرئاسة والفتنة، وكان من أصحاب أبي بكر ابن اللباد، ونظراء أبي محمد بن أبي زيد . وسمع بمصر من محمد بن أحمد بن خروف. وكان أبو محمد بن أبي زيد ، يقول: لو كان أبو عبد الله مقيمًا بالقيروان، لم يسعني أن أجلس هذا المجلس، لأنه أولى به مني، في حفظه وفهمه وفقهه ودينه وورعه. وكان يعد في أعلى طبقة أصحاب أبي بكر، . وكانوا جعلوا لأصحاب أبي بكر أشباهًا من أصحاب مالك. فشبهوا محمدًا هذا بابن القاسم. وأبا محمد بن أبي زيد ،

بأشهب، وابن أبي هشام بابن نافع، وابن التبان بابن بكير. وذكره أبو الطيب ابن خلدون في بعض كتبه، فقال: كان إمامًا فاضلًا، ولما نزل مصر لازم بها أبا إسحاق بن شعبان، وأبا الذكر، وبعدهما النعالي وغيرهم. وداوم على مجلس السبائي بالقيروان. فغاب عنه مرة، فسأله أبو إسحاق عن ذلك. فقال: أغتيب بمجلسك رجل مسلم. فقال له أبو إسحاق: أنا تائب من ذلك. وذكر أنه جاء يومًا لحضور بيع كتب، وفي المجلس جماعة من العلماء والصالحين . فلما رأوه قاموا كلهم على أرجلهم، تعظيمًا له. وكانت له هيبة، لم تكن لأحد في وقته، فأعظم فعلهم في نفسه. وعزم على اختبره، فألقى عليه مسألة من معاني القرآن، ففجر عنه فجرًا. فقال في نفسه لو قام هؤلاء له على رؤوسهم لكان قليلًا. وتوفي ، سنة خمس وخمسين وثلاثماية بمصر.

وكان له إخوة صالحون، أبو علي حسن ، من أهل العلم والرواية والفضل. وعبيد الله، من أهل العبادة والاجتهاد والتلاوة. رافق أبا الحسن القابسي في طريق الحج من القلزم، فكانت له كل يوم ختمة، وربع. .

<<  <  ج: ص:  >  >>