للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها وفدت به قبل دخول الأندلس، على هشام بن عبد الملك بالشام، متظلمة. فتزوجها هنالك عيسى بن مزاحم، وقد الأندلس، فنسبت بنوها إليها. وهم من أهل إشبيلية، وسكن أبي بكر قرطبة. وقد ولي أبوه قضاء إشبيلية. وسمع من ابن القون، وحسن الزبيري، وابن جابر، وعلي بن أبي شيبة، وسيد أبيه الزاهد. وبقرطبة من طاهر، وابن أبي

الوليد، ومحمد بن مغيث، وابن لبابة، وابن أبي تمام، وأسلم القاضي، وابن أيمن، وابن الأغبس، وابن يونس، وقاسم بن أصبغ، ونظرائهم. قال ابن غفيف: كان جليلًا من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، حافظًا للفقه، والخبر النادر، والشعر. قال ابن أحمد: وله في الحديث قدم ثابتة، ورواية واسعة، وهو على ذلك من أهل النسك والعبادة. وقال ابن عبد الرؤوف في طبقاته: كان أبو بكر عالمًا من علماء الأندلس، فقيهًا من فقهائهم، صدرًا في أدبائهم، حافظًا للغة والعربية، بصيرًا بالغريب والنادر، والشاهد والأثر. عالمًا بالخبر والأثر. جيد الشعر، صحيح الألفاظ واضح المعاني، إلا أنه تركه ورفضه مؤثرًا ما هو أولى منه. فهو إمام من إئمة الدين، تامّ العناية بالفقه والسنّة، مع مروءة ظاهرة، وتمام خِلقة وسمت وحسن بيان. قال ابن الفرضي: كان عالمًا بالنحو، حافظًا للعربية، مقدّمًا فيها على أهل عصره، لا يشق غباره. وله في ذلك تصانيف حسنة. ككتاب تصاريف الأفعال، وكتاب المقصور والممدود، وشرح رسالة أدب الكاتب، وغير ذلك. وكان حافظًا لأخبار الأندلس، وسير أمرائها وأحوال رجاله. وله تصنيف في تاريخها حسن. قال ابن الفرضي: ولم يكن بالضابط لروايته في الحديث والفقه. ولا له أصول يرجع إليها. وما سمع عليه من ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>