صالحًا من أهل الحفظ والعلم. آخذًا في المسائل، قائمًا بها، متقشفًا واعظًا له أشعار حسان في الزهد والحكم، له رواية واسعة. وكان حسن التأليف، مليح التصنيف، مفيد الكتب في كل فن، ككتابه المغرب في اختصار المدونة وشرح مشكلها، والتفقه في نكت منها ليس في مختصراتها مثله باتفاق. قال ابن سهل: هو أفضل مختصرات المدونة وأقربها ألفاظًا ومعاني لها، وكتاب المنتخب في الأحكام الذي ظهرت منفعته، وطار بالمشرق والمغرب ذكره، وكتاب المهذب في اختصار شرح ابن قرين للموطأ، وكتاب المشتمل في علم الوثائق، وكتاب مختصر تفسير ابن سلام للقرآن، وكتاب حياة القلوب في الرقائق والزهد، وكتاب أنس المريد في مثله، وكتاب أدب الإسلام، وكتاب أصول السنّة، وكتاب قدوة الغازي، وكتاب منتخب الدعاء، وكتاب المواعظ، وكتاب النصائح المنظومة من شره. وله شر في المواعظ والرقائق والزهد كثير جدًا حسن فمنه قوله:
أيها المرء إن دنياك بحر … طامح موجه فلا تأمننها
وطريق النجاة منها مبين … وهو أخذ الكفاف والقوت منها
وقوله:
خليلي أنا للذي تعلمانه … زمان التصابي وانطلاق عنانه
شديد الجوى جم الأسى محرق ال … حشى فهل من مجير مخبر بأمانه
وإني مجير عند من قد عصيته … فيا أسفي إن لم يجد بحنانه
وقوله:
وذي دوعة راحت زفراته … إذا ما سطت في قلبه خطراته
له في دجى الأظلام خلوة مخلص … تذكره فيها الجحيم هناته
إذا ما تلا التنزيل وانكشفت … له عجائبه زادت له عبراته