الفاسي. وكان أبو بكر فقيهًا حافظًا ديّنًا، كان تفقه بأبي محمد، وأبي الحسن، وسمع منهما ومن غيرهما من شيوخ إفريقية، كأبي بكر أحمد بن بكر الدويلي، وأبي محمد بن خالد السوسي المعروف بالبادلي. وأبي بكر عتيق بن موسى الحاتمي. وسمع بمصر من أبي بكر النعّال وغيرهم، وتفقه عليه خلق كثير، كأبي القاسم بن محرز، وأبي إسحاق التونسي، وأبي القاسم الستوري، وأبي حفص العطار، وأبي الفضل ابن بنت بن خلدون. وابن سعدون، وأبي محمد عبد الحق وغيرهم. وحاز الذكر ورئاسة الدين، في وقته مع صاحبه في المغرب بأسره، حتى لم يكن لأحد معهما اسم يعرف. وكان الذي بينهما متباعدًا، حتى طمع بذلك صاحب إفريقية، ليجد الحجة على العامة، طوعهما. فلما اختبرهما في ذلك وجد عندهما ما يوافقه، ووجد دينهما أمتن مما يظن، ويذكر أن أصحاب أبي بكر، تعجبوا من حفظه وذكره في آخر عمره. فقال بعضهم: نراه يواظب على الدرس، للميعاد، أو يتكلم على قديم حفظه، فاتفقوا على اختباره. فلما كان من الغد، أخذوا غير الكتاب الذي كانوا يتذاكرون فيه. وكانت مذاكرتهم إذ ذاك في كتاب محمد بن المواز. فلما أخذوا الكتاب، قال الشيخ لهم: ليس كتابنا هذا. فجمحوا له، وأروه الوهم، وأنه إذا حضر فالمذاكرة فيه أولًا. ففطن الشيخ لمرادهم، وأخذ الكتاب ونظر فيه، ثم طواه، فألقاه عليهم من حفظه. وقال: علمت ما أردتم. لو عدم هذا الكتاب لأمليته من حفظي. وكانت وفاته فيما حكاه أبو إسحاق الشيرازي، وابن سعدون: سنة اثنتين وثلاثين وأربعماية. وقال غيرهما: سنة خمس وثلاثين. ومن شيوخه بالأندلس أيضًا: أبو يحيى بن الأشج، وأحمد بن قاسم، ومحمد بن خليفة، وأبو