للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرام فقيل لنا هذا مالك فلقيناه داخلًا من باب بني هاشم وعليه رداء وقميص صنعاني فطاف بالبيت وخرج ناحية الصفا فصلى ركعتين ثم احتبى.

فلما فرغ احتوشناه كما يصنع أصحاب الحديث فلما جلسنا قام من بيننا كالمغضب.

فجئنا مشائخنا.

أي شيء كتبتك عن مالك فأخبرناهم بالذي فعل.

فقالوا الذي فعلتم لا يحتمله مالك، فلما كان من الغد جئنا واحدًا واحدًا وعلينا السكون فحدثنا وقال الذي فعلتم أمس فعل السفهاء.

قال خالد بن نزار سألت مالكًا عن شيء وكان متكئًا فقال حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب ثم استوى جالسًا وتجلل بكساه فقال استغفر الله فقلت له في ذلك.

فقال إن العلم أجل من ذلك ما حدثت عن رسول الله وأنا متكئ.

قال ابن بكير قام رجل إلى مالك فقال له أعرض؟ قال نعم.

فقال أحدثكم ابن شهاب عن سالم، فقال له مالك أنت ثقيل.

يقوم غير هذا فقام آخر فقال حدثكم ابن شهاب، بلا استفهام، فقال مالك أحسنت.

مثل هذا فليعرض.

ودخل بقية بن الوليد على مالك فقال الناس اليوم ننتفع بأبي محمد يسأل مالكًا مسائل نكتبها عنه.

فسأله عن ست مسائل فأجابه فيها كلها وسأله بعد ذلك فقال له مالك أكثرت خذوا بيد الشيخ فجاء نفسان فأخذا بضبعيه فأخرجاه.

قال ابن المنذر كانت لمالك حلقة يجالسه فيها فقهاء المدينة.

ولم يكن يوسع لأحدهم ولا يرفعه يدع أحدهم يجلس حيث انتهى به المجلس.

حكى الزبير عن عمه مصعب وغير واحد أن هارون لما حج أتى مالكًا فأستأذن عليه حاجبه ثم أذن له.

وفي رواية بعضهم ثم خرج إليه فلما دخل قال يا أبا عبد الله ما حملك على أن أبطأت، وقد علمت مكاني.

وفي رواية حبسنا ببابك.

قال والله يا أمير المؤمنين ما زدت على أن توضأت وعلمت أنك لا تأتي إلا لحديث رسول الله ، فأحببت أن أتأهب له.

فقال قد علمت أن الله ما رفعك

<<  <  ج: ص:  >  >>