رأيت الرجل يبغض مالكًا فاعلم أنه مبتدع.
قال أبو داود أخشى عليه البدعة.
وقال ابن المهدي: إذا رأيت الحجازي يحب مالك بن أنس فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت أحدًا يتناوله فاعلم أنه على خلاف وقال إبراهيم ابن يحيى بن بسام ما سمعت أبا داود لعن أحدًا قط إلا رجلين، أحدهما رجل ذكر له أنه لعن مالكًا، والآخر بشر المريسي.
قال معن: انصرف مالك يومًا إلى المسجد وهو متكئ على يدي فلحقه رجل يقال له ابو الجويرة يتهم بالأرجاء فقال يا أبا عبد الله اسمع مني شيئًا أعلمك به وأحاجك وأخبرك برأي.
فقال: احذر أن اشهد عليك قال: والله ما أريد إلا الحق اسمع فإن كان صوابًا فقل
إنه.
أو فتكلم.
قال فإن غلبتني.
قال اتبعني.
قال فإن غلبتك.
قال أتبعك.
قال: فإن جاء رجل فكلمناه فغلبنا.
قال اتبعناه.
فقال له مالك يا عبد الله بعث الله محمدًا بدين واحد وأراك تنتقل وقال عمر بن عبد العزيز من جعل دينه عرضًا للخصومات أكثر التنقل.
وقال مالك ليس الجدال في الدين بشيء.
وقال مالك المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب العبد.
وقال إنه يقسي القلب ويورث الضغن.
قال الزهري رأيت مالكًا وقومًا يتجادلون عنده فقام ونفض رداءه وقال إنما أنتم حرب.
قال الهيثم بن جميل قيل لمالك: الرجل له علم بالسنة يجادل عنها؟ قال لا.
ولكن يخبر بالسنة.
فإن قبل منه وإلا سكت.
قال أبو طالب المكي: كان مالك أبعد الناس من مذاهب المتكلمين وأشدهم بغضًا للعراقيين: وألزمهم لسنة السالفين من الصحابة والتابعين.
قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكًا، فقال على العرش استوى.
كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك مليًا حتى علاه الرحضاء وما رأينا مالكًا