فبادر موطأ مالك قبل فوته … فما بعده إن مات للخلق مطلب
ودع للموطأ كل علم تريده … فأن الموطأ الشمس والغير كوكب
هو الأصل طاب الفرع منه لطيبه … ولم لا يطيب الفرع فالأصل طيب
هو العلم عند الله بعد كتابه … وفيه لسان الصدق بالحق معرب
لقد أعربت آثاره ببيانها … فليس لها في العالمين مكذب
ومما به أهل الحجاز تفاخروا … بأن الموطأ في العراق محبب
ومن لم تكن كتب الموطأ ببيته … فذاك من التوفيق بيت مخيب
فيعجب منه إذ علا في حياته … تعاليه من بعد المنية أعجب
جزا الله عنا في الموطأ مالكًا … بأفضل ما يجزى اللبيب المهذب
لقد أحسن التحصيل في كل ما روى … كذا فعل من يخشى الأحد ويرهب
لقد فاق أهل العلم حيًا وميتًا … فأضحت به الأمثال في الناس تضرب
وما فاقهم إلا بتقوى وخشية … وإذ كان يرضى في الإله ويغضب
فلا زال يسقي قبره كل عارض … بمندفق ظلت غزاليه تسكب
وتسقي قبورًا حوله دون سقيه … فيصبح فيها بينها وهو معشب
وما بي بخل أن تسقى كسقيه … ولكن حق العلم أولى وأوجب
وقال أبو الطاهر أحمد بن محمد الأصفهاني في ذلك:
وأعم الكتب نفعًا للفقيه … موطأ مالك لا شك فيه
فلا تبدأ بشيء من سماع … سواه عن إمام ترتضيه
وصاحب من يعظمه وجانب … كتاب جميع من قد يزدريه