المؤمنين في الكلام فلصقت بمالك فقلت له إن هذا يعنتك فلا تجبه وأمير المؤمنين لا يكره ذلك، فلما انصرفنا عاد ابو يوسف فلم يجبه مالك وقال إنما حسبته مسترشدًا وأظنه إنما يسأل معنتًا فلا أجيبه.
قال بعضهم سأل أبو يوسف الرشيد أن يأمر مالكًا يناظره فقال ناظره يا أبا الله.
فقال مالك إن العلم ليس كالتحرش بين البهائم والديكة.
فلم يعف هارون عنه وجعل يقول ناظره.
ومالك ساكت.
فقال عبد الملك بن الماجشون إن شيخنا يا أمير المؤمنين قد جل عن المناظرة والكلام ونحن تلاميذه نقوم مقامه فنحن نناظره ونتكلم عنه فإن رأى خطأ لم يسكت عليه.
فقال هارون: ذاك.
فلما تناظرا ذكر أبو يوسف صداق المرأة وقال لها إن تصنع به ما شاءت (إن شاءت) رمت به وجاءته في قميص وإن شاءت جعلته في خيط الدوامة.
فقال مالك لو أن أمير المؤمنين خطب إمرأة من أهله وأصدقها مائة ألف درهم فجاءته في قميص لم يحكم لها بذلك.
ولكن يأمرها أن تتجهز وتتهيأ له بما يشبهه مما يتجهز به النساء فقال هارون أصبت قال وأخذ الحديث إلى أن قال أبو يوسف أجرى النبي ﷺ الخيل في الغابة؟ فقال لا يا أمير المؤمنين إنما هي الغابة.
وهي وراءك.
قال أبو محمد الزهري وقال أبو يوسف لمالك ما تقول في رجل بعث مع رجل دينارًا وبعث معه آخر بدينارين فخلطهما، ثم سقط له منها دينار.
فقل مالك: أما واحد فلصاحب الاثنين لا شك فيه وواحد فيه شك فيتشاطرانه.
قال عبد الملك ابن الماجشون سأل رجل من أهل العراق مالكًا عن صدقة الحبس.