السروجي فأتى مالكًا فجلس بين يديه وعلى مالك رداء عدني اشتراه بخمسمائة درهم فسأله عن رجل مات ولم يحج حجة الإسلام ولا أوصى بها أيحج عنه؟ فقال مالك لا.
فقال له أبو عبد الرحمان ما هكذا يقول علماؤنا.
قال وما يقول علماؤكم؟ فقال حدثنا هشام وذكر الحديث أن النبي ﷺ سمع رجلًا يلبي عن شبرمة فقال له النبي ﷺ عن نفسك لا عن شبرمة.
فقال مالك علماؤنا أعلم من علمائكم تحدثني عن البقالين قال الله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) ثم قال أقيموه فأقاموني فبودي لو سكت حتى اسمع منه.
قال الحارث بن مسكين كان ابن هرمز قد أوصى مالكًا وعبد العزيز فقال إذا أدخلتما على السلطان فكونا من آخر من يتكلم عنده.
قال أبو عمر فلعمري لقد لزم مالك ذلك، ولقد بلغني أن بعض الأمراء حضره في جماعة فيهم ابن أبي ذئب فأخرج عليهم قصة قرئت عليهم في رجل أقر على نفسه بالقتل عمدًا فقالوا بأجمعهم نرى عليه القتل ويدفع إلى ولاة المقتول فإن
شاؤوا قتلوا أو عفوا.
ومالك ساكت.
فقال له الأمير ما تقول يا أبا عبد الله فقال منذ كم حبس فقال منذ كذا فإذا إقراره كان قبل أن يحتلم.
قال بعضهم اجتمع مالك والأوزاعي فتناظرا فجعل الأوزاعي يجر مالكًا إلى المغازي والسير فقوي عليه فلما رأى مالك ذلك جره إلى (غيرها من الفقه) فقوي مالك عليه.