للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حساب.

ثم ما برحنا حتى غمضناه.

وقيل إنه تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد.

ورأى عمر بن يحيى بن سعيد الأنصاري في الليلة التي مات فيها مالك قائلًا يقول:

لقد أصبح الإسلام زعزع ركنه … غداة ثوى الهادي لدى منحدر القبر

إمام الهدى ما وزال للعلم صائنًا … عليه سلام الله في آخر الدهر

قال وانتبهت وكتبت البيتين في السراج، وإذا الصاروخ على مالك رحمه الله تعالى.

قال حبيب كاتب مالك: كنا عند مالك يوم مات، في جماعة من إخواننا إذ أتاه ابن حازم، فقال يا أبا عبد الله، رأيت في هذه الليلة رؤيا أحببت أن أقصها عليك.

قال قص.

قال أرأيت السماء انفجرت فهبط منها ملك بيده طومار وهو يقول: يا معشر الناس

هذه براءة مالك من الناس.

ثم إنا لجلوس ما برحنا، حتى دخل والي المدينة ابن أبي زينب ومعه مؤدبه فقال: يا أبا عبد الله، إن مؤدبي رأى الليلة رؤيا ذكر مثلها سواء.

فقال له مالك: سبقك بها أبو تمام.

ثم خرجنا من عنده.

فلما بلغنا باب الدار أغلق وسمعنا صوائح ورجعنا، فما لبثنا أن خرج ابنه يقول: قد قبضه الله إليه.

قال الشافعي: قالت لي عمتي ونحن بمكة: رأيت في هذه الليلة عجبًا.

قلت: وما هو؟ قالت: كأن قائلًا يقول: مات الليلة، أعلم أهل الأرض، فحسبنا تلك الليلة، فإذا هي ليلة مات فيها مالك.

قال الحسن بن حمزة الجعفري: كنت أشتم مالكًا، فأقمت عشيتي على ذلك: فنمت فرأيت الجنة فتحت فقلت ما هذا؟ قالوا الجنة.

قلت فما هذه الغرف، الغرفة فوق الغرفة؟ قالوا لمالك بن أنس بما ضبط على دينهم.

فلم أنتقصه بعد، وصرت أكتب عنه.

ورأى آخر كأن قائلًا يقول: ليعلم من صدق الله، فقام مالك بن أنس.

قال بعضهم: رأيت مالك بن أنس في النوم،

<<  <  ج: ص:  >  >>