وللقاضي المؤلف رحمه الله تعالى ورضي عنه:
يا سائلًا عن عميد الهدى والسنن … أطلب هديت علوم الفقه والسنن
وعند قلبك فاشدده على ثلج … لا تطوينه على شك ولا تخن
واسلك سبيل الألى حازوا تقى ونهى … كانوا فبانوا حسان السر والعلن
هم الأئمة والأقطاب ما انخدعوا … ولا شروا دينهم بالبخس والغبن
أصحاب خير الورى أخيار ملته … خير القرون نجوم الدهر والزمن
من اهتدى بهداهم مهتد وهم … نجاة من بعدهم من غمرة الفتن
وتابعوهم على الهدي القويم هم … أهل النهى والتقى والعلم والفطن
واختر لدينك ذا علم تقلده … مشهر الذكر في شام وفي يمن
حوى أصولهم ثم اقتفى أثرًا … نهجًا إلى كل معنى رائق حسن
ومالك المرتضى لا شك أفضلهم … إمام دار الهدى والوحي والسنن
وعنه خذ علمهم إن كنت متبعًا … ودع زخاريف كالأحلام في الوسن
فهو المقلد في الآثار يسندها … خلاف من هو فيها غير مؤتمن
وهو المقدم في فقه وفي نظر … والمقتدي بالهدى في ذلك الزمن
وعالم الأرض ضراب الذي حكمت … شهادة المصطفى بالفضل والمنن
ومن إليه بأقطار البلاد غدت … تقضي المطايا وتصبي يده البدن
من أشرف الخلق طرًا حبه فجرى … طي القلوب كجري الماء في الغصن
وقال كل لسان في فضائله … قولًا وإن نحروا في الوصف عن لسن
عليه من ربه أضفى عوائده … ومن رضاه كصوب العارض الهتن
وجاد ملحده وطفاء هاطلة … تسقي لرحماه مثوى ذلك الحنن