للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم. ويعتبر الديباج اختصاراً للمدارك، إذ كثيراً ما يأتي بأقوال القاضي بحذافيرها وإن كان قد زاد بعض تراجم الفقهاء الذين جاءوا بعد عياض. ويخيل لي أحياناً أنه لم ير المدارك ولكنه اعتمد على بعض مختصراتها، إذ لم يترجم لفقهاء كثيرين ترجم لهم عياض. ولابن رشيق المصري اختصار المدارك. ذكره الشيخ الظافر المتقدم. والشيخ محمد بن مخلوف قاضي المنستير في المتأخرين يعتبر كتابه شجرة النور الزكية اختصاراً للمدارك من ناحية، ومن أخرى زيادات واستدراكات عليها، إذ ترجم لكثير من المتأخرين والمعاصرين من فقهاء المالكية واعتنى خاصة بتراجم تونسية من أصحاب المذهب المالكي. ولم يقيض القدر للمدارك أن تطبع على قيمتها العلمية، اللهم إلا ما قام به المرحوم الشيخ ابن أبي شنب من إلفات نظر الناس إلى هذا الكتاب القيم، إذ نشر منه المقدمة مع تجريد للمواضيع التي يضمها الجزء الأول منه (١) مثل: باب ما ورد من الاثر في فضل المدينة، باب الاثار في اختصاص المدينة بفضل العلم والإيمان والسنة والقرآن، باب فضل علم أهل المدينة وترجيحه على علم غيرهم واقتداء السلف الخ … ثم يشرع في ذكر الطبقات من المغيرة بن عبد الرحمان المخزومي الى عجنس بن أسباط، عن نسخة تونسية مؤرخة بعام ثمانين وتسعمائة الموافق لاثنين وستين وستمائة والف. ناسخها علي بن علي الجبي الأندلسي الأصل التونسي المنشأ. وكذلك ما نشره أستاذنا (Brunshvig) استاذ الحضارة الإسلامية بالسوربون في مجلة الأندلس مع دراسة مفيدة للكتاب واراء القاضي عياض في دفاعه عن المالكية ونشر بابين من مقدمة الكتاب في فضل المدينة، وعلم أهل المدينة. كما تقدم.


(١) بمكتبة استاذنا الكبير حسن حسني عبد الوهاب، in Centenario di Amari، T، T، p. ٢٤ L.Palermo ١٩١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>