للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال له زد إليه. فقال سعيد:

وإن مقام المرء في طلب الغنا … بباب أمير المؤمنين قليل

وذكر المصعب بن عبد الله في كتابه هذه الحكاية فقال: فلما وفد على الرشيد وكان منقطعًا إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فنزل عليه، وجعل يتقلب إلى المدينة والى ماله بالجفر بناحية ضرية واشتكى عند العباس فجعل العباس يمازحه ويدفعه عن الخروج إلى الحج. قال مصعب: فكتب العباس إلى أبي بيتًا مازح به سعيدًا وقال له زدنا عليه بيتًا، وذكر البيت الأول إلا أنه قال: الحج مكان الحول. قال: فزاد أبي وذكر البيت الثاني وقال الحول، فكان المرء وهو أصح في المعنى وأولى. وقال المساحقي:

وذي إحنة قد قلت ألًا ومرحبًا … له حين يلقاني بحيا ومرحبا

وأعطيته من ظاهري قسمة الرضى … وأدنيته حتى دنا وتقربا

فصلت به مستكمل الكف صولة … شفيت به أضغان من كان مغضبا

وله إلى عمرو بن عبد الرحمان العامري:

بلوت إخاء الناس يا عمرو كلهم … وجربت حتى أحكمتني تجاربي

فلم أر ود الناس إلا رضاهم … فمن يذر أن يعتب فليس بصاحبي

فخذ عفو من أحببت لا تحوجنه … فعند بلوغ الكد رتق المشارب

فهونك في حب وبغض فربما … بدا جانب من صاحب بعد جانب

وأنشد ابن الجراح في كتاب الورقة هاته البيتين لابنه عبد الجبار:

<<  <  ج: ص:  >  >>