للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب: إن علي بن زياد لما ألف كتابه في البيع لم يدر ما يسميه به، فقيل له في المنام سمه: كتاب خير من زنته. ورأى حبيب أخو سحنون في منامه، خذ كتاب خير من زنته ذهبًا. فإنه الحق عند الله. قال اسد قال لي المخزومي، وابن كنانة: ما طرأ علينا طارئ من بلد من البلدان كشف عن هذا الأمر، في رواية عن ابن كنانة، كشف لنا مالك عن الأصول كشف علي بن زياد، وكان سحنون لا يقدم عليه أحدًا من أهل أفريقية، ويقول ما بلغ البهلول بن راشد شسع نعل علي بن زياد. قال سحنون: وكان البهلول يأتي إلى علي بن زياد ويسمع منه، ويفزع إليه. يعني في المعرفة والعلم، ويكاتبه إلى تونس يستفتيه في أمور الديانة. وكان أهل العلم بالقيروان إذا اختلفوا في مسألة كتبوا بها إلى علي

بن زياد ليعلمهم بالصواب. قال وكان علي خير أهل أفريقية في الضبط للعلم. قال سحنون ولو أن التونسيين يسألون لأجابوا بأكثر من جواب المصريين. يريد علي ابن زياد وابن القاسم. وفي رواية أخرى: لو كان لعيي بن زياد من الطلب ما للمصريين ما فاته منهم أحد. وما عاشره منهم أحد. قال ابن الحداد، ألا إنها كلمة فضله بها عليهم. وقال سحنون: ما أنجبت أفريقية مثل علي ابن زياد. وكان يقول ما فاته المصريون إلا بكثرة سماعهم. وذلك أني اختبرت سره وعلانيته. والمصريون إنما اختبرت علانيتهم. قال أسد: كان علي بن زياد من نقاد أصحاب مالك. قال وإني لأدعو له مع والدي. وفي رواية أني لأدعو في إدبار صلاتي لمعلمي، وابدأ بعلي بن زياد، لأنه أول من تعلمت منه العلم. قال البلخي: لم يكن في عصر علي بن زياد أفقه منه ولا أورع. ولم يكن سحنون يعدل به أحدًا من علماء أفريقية. قال ابن حارث: كان علي ثقة مأمونًا خيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>