للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثوبه قط عن جسده. ولا رأيته مصليًا نافلة قط. كان ياتي فيرقدني كما ترقد الأم ابنتها، ثم يدخل المستراح فيتهيأ للصلاة، ثم يصعد لغرفته فيغلقها عليه، ولا أدري أحي هو أم ميت غير أني كنت ربما اسمع سقطته في آخر الليل، فأظن أنه استثقل نومًا فسقط، وذكر أنه كان عنده شاب يطلب ثم أقبل على المجانة، فبلغ ذلك البهلول، فساءه، فبينما هو جالس يومًا إذ خطر بباله الشباب وتحته طنبور فعرف ذلك، فذهب البهلول إلى داره فاستدعاه فسلم عليه وسأله عن الذي شغله عنه، وأقبل يعظه حتى رجع الفتى إلى الخير، وترك ما كان عليه ولازم البهلول ونفعه الله به فكان له شأن. قال أبو

عثمان بن الحداد بلغني أن بهلولًا كان ذات يوم جالسًا وعنده صاحبه رباح بن يزيد الزاهد، إذ أقبل أخ للبهلول في البادية يلج بخبر المطر والزرع والبهلول يتلقى ويتلون اغتمامًا لرباح، لعلمه بكراهيته ذكر الدنيا وأسبابها فلما أكثر أخوه من هذا نهض وجعل يقول لبهلول: سقطت من عيني، تذكر الدنيا في مجلسك ولا تغير. فقال له البهلول: إذا لم أسقط من عين الله فلا أبالي من عين من سقطت. فخر رباح على رأسه يقبله. نعم يا حبيبي يا بهلول لا تبالي من عين من سقطت، إذا المرء سقط من عين الله. ودخل بهلول على ابن غانم القاضي وقت المغرب في رمضان فقرب الماء ليغسل من حضر ففعلوا وغسل بهلول ولم يأكل. فكلمه في ذلك ابن غانم القاضي وقال: أنا سلطان طعامي حرام؟ ألست بصائم؟ فجعل البهلول يعتذر إليه ويقول طعام لا أجد في بيتي مثله، وإن تكلفت شق علي وأنا أمره أن أتكلف بما يشق علي. وابن غانم يهذر ويعيد كلامه الأول، والبهلول يعتذر

<<  <  ج: ص:  >  >>