للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه ابن معين وأحمد والبخاري. حدث عنه بالكثير وهو خير من أبيه لأنه كان مقبلًا. وتكلم فيه النسائي. وقال الصدفي عنه: جالست خالي مالكًا من سنة ثمان وخمسين ومائة إلى أن مات وذلك إحدى وعشرون سنة. وروى عنه ابن وضاح واثنى عليه. وقال: أنه كان شديد القول فيمن يقول بالمخلوق. وروى عن مالك حديثًا كثيرًا، وفقهًا. قال إسماعيل: قدمت على سفيان بعد وفاة خالي فأدنى مجلسي وذكر خالي فدعا له، وذكر فضله وحاله، وما أصيب الناس به منه، وبكى. ثم قال: سلني ما شئت لمكان خالك. قلت أحاديث أحب أسمعها منك. قال أيما أحب إليك؟ تقرأ أم أقرأ لك. قلت اقرأ أنا

فهو أثبت لي. قال فافعل. فبدأت بالقراءة، فقال ناس من أهل العراق: يا أبا محمد اقرأ أنت نسمع كلنا. فقال: اطلبوا إليه، فإني قد آثرته بهذا المجلس لمكان خاله، فكلموني فأبيت عليهم، وقرأت فصاحوا وقالوا: ألا نسمع؟ فقال لهم: لا سمعتم ما أصنع بكم. فجعلوا يصيحون ويقولون لا نفعك الله به، أو نحو هذا. قال ابن وضاح: وسأل رجل ابن أبي أويس، وهو جالس من الروضة داخل المسجد، فقال له: رحمك الله أي شيء تقول في القرآن؟ فإنه قد اختلف علينا فيه. فغضب وقال: بقيت أنا حتى أسأل عن هذا؟ أو يذكر في مجلسي؟ ناشدتك الله والقبر ومن فيه والمنبر ومن علاه وأشار إليهما إما أن تقوم عني وإما قمت عنك. هذا مما يذكر في مجلسي؟ وتوفي إسماعيل سنة ستة وعشرين ومائتين وقيل سنة سبع وعشرين ومائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>