للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشيرازي: يقال ان ابن عبد الحكم دفع إلى الشافعي من مال نفسه ألف دينار، وأخذ له من بعض أصحابه الفاً، ومن رجلين آخرين ألفاً ثالثاً.

وعند ابن الحكم مات الشافعي. قال سعد: وكان الشافعي يلزم محمداً (١) ولا يفارقه، يأتيه كل يوم غدوة فربما لم يجده في المنزل، فيسأل اين ذهب، فيمضي إليه. وكان يأخذ من كتبنا كتب مالك في كل يوم جزأين، فيمكثان عنده ذلك اليوم وليلته، ثم يغدو وقد فرغ منهما فيردهما ويأخذ آخرين. وروى من أخباره أنه قال: بينما أنا أدور في طلب الحديث باليمن قيل لي هنا امرأة وسطها إلى اسفل بدن (٢) والى فوق بدنان مفترقان، بأربع أيدي ورأسين، فأحببت رؤيتها ولم أستحل ذلك فخطبتها ودخلت بها فوجدتها على ما وصفت، فاليدان يتلاطمان ويتقابلان ويأكلان ويشربان، ثم نزلت عنها وغبت ورجعت بعد مدة، فسألت عنها، فقيل: مات الجسد الواحد وربط اسفله بحبل وثيق، وترك حتى ذبل ثم قطع ودفن، فرأيت الشخص الآخر بعد ذلك يذهب في الطريق ويجيء.

قال المؤلف في نكاح مثل هذا نظر! وهما أختان لا شك جمعهما بعض الجسد وفرج واحد مشترك، وإذا كان على ما وصف من خلاف أخلاقهما وأغراضهما فهو أبين والله تعالى اعلم.

قال ابن عبد الحكم: روي أن أم الشافعي لما حملت به، رأت كأن المشتري خرج من فرجها، حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شظية. فتأول أنه عالم يخص علمه أهل مصر ويفترق منها في البلاد.

قال الربيع: كان الشافعي يختم في كل ليلة ختمة فإذا كان رمضان ختم في كل ليلة منه ختمة، وفي كل يوم ختمة. قال: وأفتى وهو ابن خمس


(١) سعد ومحمد ابنا عبد الحكم، وسعد هذا قتل في محنة القول بخلق القرآن.
(٢) أي مخلوقة عارية لها بدن واحد من وسطها إلى أسفل.

<<  <  ج: ص:  >  >>