كتابه المنتقى في الفقهاء من أصحاب مالك، وروى عن الليث والحمادين وأبي عوانة وابن لهيعة وابن عيينة وهشيم وابن المبارك وزهير بن معاوية، وسليمان بن بلال وغيرهم. قال أبو عمر: وكان له مال بنيسابور وحظ في الفقه. وكان ثقة مأمونًا مرضيًا. روى عنه جماعة من أهل بلدنا وغيرهم من الأئمة. كإسحاق بن راهويه، والذهبي والبخاري ومسلم، وخرجا عنه في الصحيح كثيرًا. قال ابن خلاد الرامهرمزي في
كتابه الفاضل: ورحل يحيى إلى مصر والشام واليمن والعراق، وكان ابن حنبل يثني عليه، ويقول: ما أخرجت خراسان بعد ابن المبارك مثله. وكان من ورعه يشك في الحديث كثيرًا حتى سموه الشكاك.
وذكر من فضله وإتقانه أمرًا عظيمًا، وذكر نحوه أبو حاتم الرازي وأثنى عليه أبو زرعة الرازي ووثقه وقال إسحاق بن راهويه: لم أكتب العلم على أحد أوثق في نفسي منه. ومن الفضل بن موسى السناني. قال: وكان يحيى رجلًا عاقلًا. وقال: يحيى أثبت من ابن مهدي. وقال ما رأيت مثل يحيى بن يحيى. ولا أراه رأى مثل نفسه. قال محمد بن مسلم، قال: رأيت النبي ﷺ في المنام فقلت له: عمن اكتب العلم؟ قال عن يحيى بن يحيى. قال أحمد بن عدي: وكان من العباد فاضلًا. قال يحيى بن الشهيد: ما رأيت محدثًا أورع من يحيى ولا أحسن لباسًا منه. قال ابو بكر بن إسحاق: لم يكن بخراسان أعقل من يحيى بن يحيى. وكان أخذ تلك الشمائل من مالك بن أنس، أقام عليها لأخذها سنة بعد أن فرغ من سماعه، فقيل له في ذلك. فقال: إنما أقمت مستفيدًا لشمائله فإنها شمائل الصحابة والتابعين. قال أبو أحمد بن عدي في معجمه: يقال أن إسحاق بن راهويه ركبه الدين، فركب ابن مروان إلى عبد الله بنيسابور، فكلم أصحاب الحديث يحيى بن يحيى في أمره. فقال ما تريدون؟ فقالوا له تكتب إلى عبد الله بن طاهر رقعة، وعبد الله أمير