الحكاية باطلة الأصل والله أعلم، لأن مالكًا رحمه الله تعالى ومن حضره، لم يصح جواز مثل هذا عليهم لحفظ حديث الموطأ. وقد أنكر هذا بعض أصحاب مالك الجلة: وقال: إنما كان عرضتنا على مالك ورقتين، من الموطأ. فكيف يصح هذا. قال الباجي: تكلم بعض أهل الحديث في سماعه للموطأ وأنه إنما سمعه بقراءة حبيب وهو ثبت في الليث، وقد روى عنه من طريق بقي بن مخلد وغيره أنه سمعه من مالك سبع عشرة مرة وأن بعضها بقراءة مالك. قال أبو أحمد بن عديّ: هو أثبت الناس في الليث. قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. كان يفهم هذا الشأن. ذكر ليحيى بن معين: يحيى بن بكير فقال: ثقة إلا أن حديثه عن ابن وهب لم يكن بالجيد القراءة له. وضعّفه
النسائي، وذكر ليحيى بن معين أيضًا فقال: لا صلى الله عليه. دخلت عليه بمسجده فلما رآني سجد. وقال ما كنت أرى أنك تأتيني. وأراه لم يحدث عنه بغير هذه القصة. وذكر ابن باز: قرأ لنا يحيى بن بكير بمصر كتابًا كان يرويه عن عبد الله ابن لهيعة من حديثه. فلما فرغ من قراءته قال للناس: اسمعوا هذا الكتاب سمعته من ابن لهيعة بعدما اختلط. روى عنه من أهل الأندلس وأفريقية والغرب جماعة، منهم: يحيى بن عمر، وفرات بن محمد، وإبراهيم بن باز. توفي في مصر سنة إحدى ويقال اثنتين وثلاثين ومائتين. مولده سنة ثلاث وخمسين.