للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وكان أحمد بن المعدل، إذا أحزنه أمر، قام في الليل يصلي، ويأمر أهله بذلك. ويتلو: وأمر أهلك بالصّلاة الآية وينشد:

أشكو إليك حوادث أقلقنني … فتركنني متواصل الأحزان

لولا رجاؤك والذي عودتني … من حسن صنعك لاستطار جناني

من لي سواك يكون عند شدائدي … إن أنت لم تكلأ فمن يكلاني

وأنشد أبو عبيد الله له:

التمس الأرزاق من عند الذي … ما دونه أن سئل من حاجب

ومن يغمر التارك تسأله … جودًا ومن يرضى عن الطالب

ومن إذا قال جرى قوله … من غير توقيع ولا كاتب

وله قصيدة مشهورة في صفة النخلة، ولأخيه أرجوزة مشهورة فيها.

وأنشد له الحصر وابن الجراح:

أخو دنف رمته فأقعدته … سهام من لحظك لا تطيش

قواتل لا قداح سوى أحورار … بهن ولا سوى اللحظات ريش

أصبن سواد مهجته فأضحى … سقيمًا لا يموت ولا يعيش

كئيب أن تحمل عنه جيش … من البلوى ألم به جيوش

وكان القاضي أحمد بن إبراهيم بن حماد، قال: خرج أحمد بن المعدل من البصرة إلى طرسوس فأطال بها المكث فكتب إليه ابنه: يا أبت وحشت بقاع، وفقدك إخوانك. فكتب إليه أحمد:

أتأمن بالنفس النفيسة ما بها … وليس لها في الناس كلهم ثمن

<<  <  ج: ص:  >  >>