وذكر الدّنيوري، عن محمد بن موسى البصري، كنا عند أحمد بن المعدل بالبصرة يوم مات ابنه، فاسترجع ثم أنشأ يقول:
تؤمل جنة لا موت فيها … ودنيا لا يكدرها البلاء
وأنشد ابن الجراح له:
ألا أبلغ أبا سوار عني … رسالة كاتب أهدي سلامًا
أفي حق الأخوة أن أقفّي … ذمامكم ولا تقفّوا ذمامًا
وقد قال الحكيم مقال صدق … رآه الأولون لهم إمامًا
إذا أكرمتكم واهنتموني … ولم أغضب فذلكم فدامًا
وأنشد له في وصف الرطب:
انشق جيب قميصها … فالدمع عنها واكف
يلغى بقاع إنائها … حيث استعرنا خاطف
ومن الغرائب أنها … بكر عوان ناصف
قال القاضي إسماعيل: عرضت على أحمد بن المعدل هذه الأبيات بكمالها، فقال: هي هكذا، إلا البيت الأخير، فإني لم أقلها، وينبغي أن يكون عبد الصمد قاله. قال القاضي: فانظر توقيه في هذا المقار الشعري، وذكر أبو علي القالي عن المعذل والد أحمد، أنه ركب إلى الأمير عيسى بن جعفر، فوقف ينتظره، فلما أبطأ عليه، أقبل يصلي، فخرج. وكان المعذل لا يقطع الصلاة. فناداه عيسى: يا معدل، يا أبا عمر، وهو مقبل على صلاته، فغضب عيسى ومضى، فلما أنهى الصلاة لحق عيسى، وأنشد شعرًا منه: