وتفقهوا فيه. مولده سنة ست وسبعين ومائة. وتوفي بالبصرة سنة ثلاثين ومائتين. نقلت هذا كله من الأوراق المؤلفة، للحكم عبد الرحمان في ذكر المالكية، من أهل العراق. ومن كتاب ابن الحارث. وذكر أبو بكر الخطيب عن حماد بن إسحاق عن أبيه، قال: دخلت على ابن شكلة في بقايا غضب المأمون عليه. فقلت:
هي المقادير تجري في أعنتها … فاصبر فليس لها صبر على حال
يومًا تريك خسيس الحال ترفعه … إلى السماء ويومًا تُخفض العالي
فاطرق ساعة ثم قال:
عيب الإناءة إن سرت عواقبها … إن لا خلود وإن ليس الفتى حجرا
قال: فقمنا. فما مضى ذلك اليوم حتى بعث إليه المأمون بالرضا، ودعاه إلى مجالسته. قال: فالتقيت معه، في مجلسه. فقلت: ليهنك الرضا. فقال: ليهنك مثله من متيّم - جارية أهواها - فحسن موقع كلامه عندي. فقلت:
ومن لي بأن ترضى وقد صحّ عندها … ولُوعي بأخرى من بنات الأعاجم
وجده، حماد بن زيد إمام البصرة، مشهور، كان أولًا بزازًا، فلزم العلم، فانتفع وانُتفع به. وارتفع ولده به. قال الفرغاني: فلا نعلم أحدًا من أهل الدنيا بلغ مبلغ آل حماد.