وفاته على طريقة زهادة وورع، وصدق لهجة، حتى مات. قال أبو بكر الخطيب: كان فقيهًا على مذهب مالك، ثقة في الحديث ثبتًا. وحكى الخطيب عن علي بن الحسين بن حيان، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه. وقال النسائي: الحارث بن مسكين، خير من إصبغ وأفضل من عبد الله ابن صالح. وقال النسائي: الحارث بن مسكين ثقة
مأمون، وللحارث بن مسكين كتاب حسن، دون فيه سماع ابن القاسم وابن وهب. قال أبو حاتم: هو صدوق. قال عبد الله بن محمد القاضي: كان الحارث من علماء هذه الطبقة بمصر، مع خيره وفضله وثقته في روايته. وكان عدلًا في قضائه، محمودًا في سيرته. قال الكندي: وكان أصحاب الأصم قد أشاروا عليه بامتحان الحارث في القرآن، عند قدوم الحارث من العراق فقال لهم: السلطان لم يمتحنه هناك، أنا أمتحنه، اسكتوا عن هذا. وذلك إن ابن أبي دؤاد كان أوصاه به، لأن الحارث حضر جنازة له، فشكر ذلك له. قال الأمير أبو نصر: حمل إلى بغداد للفتنة، فحبس بها إلى أن ولي المتوكل فأطلقه. وقال الخطيب مثله. وزعم أن الذي حمله المأمون، وفيه يقول سعد بن زيد: