للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في روايته. قال: وكان ممن خرج من مصر أيام أبي بكر الأصم، وأخذه الناس بمحنة القرآن. قال ابن هلال: كان الوقار بمصر، يقضي فيجتمع إليه الناس. وكان لا يقعد المزني إلا النفر اليسير، فقلت في ذلك للوقار أو قيل له، فقال: إنّ كلّ ما ترى حولي، لو خطرت به دبّة أو قردة، افترقوا عني. ولو سقط المسجد على أصحاب المزني، لوجد حوله. وسمع عبد العزيز بن يحيى المدني، الخروج عنا استعّنا عليه، أن

يصبر علينا حتى يستوعب الناس سماعهم منه، فصبر. فقال لنا الوقار: إني أريد الخروج، فإن استعنتم علي، كما استعنتم على عبد العزيز، جلست. أو كما قال أبو إسحاق الشيرازي. كان الوقار يغلو في مالك، ويتعصب له على أبي حنيفة. ويقول: ما مثل أبي حنيفة إلا كما قال جرير:

يعد الناسبون إلى معد … بيوت المجد أربعة كبارا

يعدون الرباب وآل سعد … وعمرًا ثم حنظلة الخيارا

ويذهب بيننا المريّ لغوًا … كما ألغيت في الدية الحوارا

وعدّه أبو إسحاق الشيرازي، في صغار الآخذين عن مالك، ولم يذكر ذلك أحد. ولا أراه يصح. وتوفي سنة أربع وخمسين ومائتين بمصر. هذا المعروف، والذي قاله الكندي، وابن أبي دليم وغيرهم. وقيل سنة ثلاث وستين. وقال الأمير، أبو نصر، قتله اللهجة، بالحرس، سنة سبع ومائتين. وسيأتي ذكر ابنه أبي بكر بعد هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>