للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسأله عن القرآن. فقال موسى: سمعت فلانًا وفلانًا وذكر جماعة من أهل العلم، يقولون لمن قال القرآن مخلوق فهو كافر. فقال له ابن أبي الجواد: لقد أعمى الله قلبك، كما أعمى بصرك. وكان موسى إذ ذاك قد كفّ بصره. وكان موسى إذا نزل عنده اسماعيل بن رباح الزاهد يستجد له الطعام، فلا يأكل منه إسماعيل شيئًا. فيذهب موسى الى السؤال وأهل الطرق، فإذا رآهم إسماعيل كذلك وقرب إليهم موسى الطعام دنا إسماعيل، فأكل معهم، وألف موسى بن معاوية كتاب الزهد، وكتاب مواعظ الحسن محمد بن رشيد مولى عبد السلام بن مفرج الربعي القائد. وقال المالكي: مولى عمر. كانت رحلته ورحلة سحنون الى الحجاز، والى ابن القاسم واحدة. وكان سماعهما واحدًا. وإنما نابه سحنون برجال الشام. لأنه رحل الى الشام دونه. قال سحنون: كان فقيهًا فهمًا طويل اللسان، حسن البيان، قال غيره: كان من أهل

العلم والفقه، ثقة في نقله. قال أبو سعيد يونس: روى عن سفيان بن عيينة وابن القاسم، وابن وهب. قال ابن حارث: كان ذكيًا مصاحبًا لسحنون، عند ابن القاسم، وكان ابن القاسم إذا تكلم في العلم أسرع ابن رشيد الى فهمه، وكان إذا فهم شيئًا رسخ في قلبه. قال أبو العرب وكان أهل الأندلس في أول أمره يسمعون منه. فيأتونه أكثر مما كانوا يأتون سحنون. ثم يرخص في المعاملة بالعينة. فأحبه كثير من من الناس. قال أبو العرب: وأما في نقله العلم، فكان ثقة، وكان أبوه رشيدًا صقليًا، رجلًا صالحًا. فرأى في منامه كأنه أتى مسجد الجامع، فبال في محرابه، فقص رؤياه على البهلول بن راشد. فقال له: يخرج من

<<  <  ج: ص:  >  >>