للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبوك أب أهاب بجنة الفردوس وهي دنياه … فمن والى أبوك بوده فالله مولاه

مولاي وقد ينال المرءُ عفوًا ما تمناه … كتاب منك تنجح حاجتي إن كنت أُعطاه

فطل وامنن علي به … وحطني حاطك الله

فقال له محمد بن سحنون: نعم، وكرامة. وكتب له في حاجته. قال أبو العرب: كان ابن سحنون من أطوع الناس في الناس. سمحًا، كريمًا، نفاعًا للناس، إذا قُصِد. قال ابن حارث: كان كريمًا في نفسه، جوادًا بماله، وجاهه. يصل من قصده بالعشرات من الدنانير. ويكتب لمن يعنى به الى الكور. فيعطى الأموال الجسيمة، مقدمًا عند الملوك، وجيهًا عند العامة، نهاضًا بالأثقال، واسع الحيلة، جيد النظر عند الملمات. وهو كان السبب المقيم لسليمان بن عمران، وعبد الله بن

طالب، وذلك أنه عني بسليمان حتى استكتبه أبوه. ثم ولاه قضاء باجة. فلما مات سحنون، وولى سليمان بن عمران قضاء القيروان مكانه، فأساء صحبة محمد بن سحنون، وفسدت الحال بينهما، الى أن وجّه به سليمان، فأتاه محمد في خلق ممن تبعه، فأغلظ له سليمان في القول، فحفظ من كلامه: ما أحوجك الى من يُمضِغْك قطن قلنسوتك هذه. ولم يجسر عليه بمكروه. وكان سليمان يلقبه ويؤذيه بالقول. وجاء رجل الى ابن سحنون وقال له: يا أبا عبد الله، الرسول يبلّغ ولا يلام: ابن العيّاد، يقرأ عليك السلام، ويقول لك:

<<  <  ج: ص:  >  >>