حلي وثياب، يجهز به ابنته، وعليّ أنا عوض ابنتي منه بما هو أكثر. فدفعتاه إليه.
حكى المالكي عن محمد بن عمر أنه ولي القضاء ومعه ثمانون ألف دينار. فلم يقبل حتى تصدق بجميعها أيام قضائه. قال: وكان رجل من العراق ينال من ابن
طالب، فتوفيت أم ولده، وكان مقلًا. فقال له بعض إخوانه لو قصدت ابن طالب أن يصلي على جنازتك، نلت منه خيرًا. قال الرجل: كيف أقصد لمن سبق مني فيه غير جميل. فقيل له: الرجل كريم. وكان ذلك الوقت ابن طالب معزولًا عن القضاء، عزلته الأولى. فمضى الى ابن طالب، وعرّفه وسأله الصلاة. فوعده بالمجيء وقت الصلاة، ففعل. فلما كان اليوم الرابع، وجه ابن طالب إليه، فأتاه. فقال له: أكرمك الله. صرت لنا كالأخ، وأحببت أن أكلفك ببعض حوائجي، وذلك أن تشتري لي جارية نظيفة أديبة. على ما يحسن عندك. فمضى الرجل وأجهد نفسه، رجاء التقرب إليه، واشترى له جارية بنحو ثمانين دينارًا. وأتاه بها. فأعجبت ابن طالب فقال له: هي هبة مني إليك. فاتخذها، موضع أم ولدك، بارك الله لك، وأعطاه دينارين لكسوتها. قال: ولقي رجل ابن طالب في طريق، فشكا إليه الضعف، وأن له أربع بنات، عاريات. فكتب له رقعة الى رجل. فقرأها، وقال: اجلس. وطلب له أربعة أقمصة، وأربع غلائل، وأربع دهاقن، ومضى به الى البركة، فاشترى له خادمًا، وغلامًا.
فلما طال على الرجل، قال: يا هذا، أجب حاجتي. فقال له: فيها أعمل. وأتى به الى سوق النخاسين، فاشترى له زوج بقر، وقطعة غنم، وقال له: جميعه لك. ومرّ يومًا، بإزاء الجمال بحمولة قمح،